بلينكن يؤيد إجراء "تحقيق معمّق" في قتل إسرائيل صحافياً جنوبي لبنان

08 ديسمبر 2023
قتلت قذيفة إسرائيلية عصام العبدالله في 13 أكتوبر (حسام شبارو/ الأناضول)
+ الخط -

اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أن من "المهم" إجراء "تحقيق كامل ومعمّق" في القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل صحافي وإصابة ستة آخرين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول جنوبي لبنان.

وقال أنتوني بلينكن عند سؤاله حول هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي: "أعتقد أن إسرائيل بدأت تحقيقاً كهذا، وسيكون مهماً أن نرى نجاح هذا التحقيق ومعرفة النتائج"، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.

وأضاف بلينكن: "أنا معجب للغاية بالرجال والنساء العاملين في مهنتكم الذين يحاولون يومياً، في جميع أنحاء العالم، وفي أخطر الأماكن، تقديم الحقائق للآخرين. وهذا أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وقدم نظيره البريطاني ديفيد كاميرون "تعازيه" للصحافيين، مشدداً على أهمية عملهم، خاصة في "مناطق النزاع". وقال "ضروري جداً أن يغطي صحافيون محترفون مستقلون ومحايدون هذه النزاعات. إنه عمل في منتهى الصعوبة وشجاع للغاية".

في 13 أكتوبر، استهدفت ضربتان إسرائيليتان متتاليتان مجموعة صحافيين، وتسببت باستشهاد المصوّر في وكالة رويترز عصام العبدالله (37 عاماً) بينما كان مع ستة صحافيين آخرين، عند أطراف بلدة علما الشعب قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، في تغطية للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، على وقع العدوان المستمر في غزة.

جُرح حينها أيضاً مصورا وكالة فرانس برس كريستينا عاصي (28 عاماً) التي بُترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وديلان كولنز، ومصورا وكالة رويترز ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا.

وخلصت تحقيقات أجرتها منظمتا العفو الدولية (أمنستي) وهيومن رايتس ووتش، ووكالة فرانس برس، ووكالة رويترز، ونشرت الخميس، إلى أن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت المصور عصام العبدالله وجرحت زملاءه. ودعت المنظمتان الدوليتان إلى التحقيق في "جريمة حرب"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدتاه أمس في بيروت.

وزعم الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن القصف الذي وقع جنوبي لبنان في 13 أكتوبر حصل في "منطقة قتال نشطة".

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، لوكالة فرانس برس، إن الموقع الذي كان فيه الصحافيون يومها كان "منطقة قتال نشطة حيث يجرى تبادل لإطلاق النار". وأضاف: "الوجود في هذه المنطقة أمر خطير".

لكن "هيومن رايتس ووتش" أكدت، الخميس، أن شهادات الشهود وأدلة الفيديو والصور التي تحققت منها بينت أن "الصحافيين كانوا بعيدين تماماً عن الأعمال القتالية الجارية، وكان واضحاً أنهم إعلاميون، وظلوا ثابتين مدة 75 دقيقة على الأقل قبل أن تصيبهم هجمتان متتاليتان". ولم تجد "هيومن رايتس ووتش" أي دليل على وجود هدف عسكري قرب موقع الصحافيين.

وأشارت الأدلة التي راجعتها "هيومن رايتس ووتش" إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "كان يعلم، أو ينبغي له أن يعلم، أن الأشخاص الذين أطلق النار عليهم كانوا مدنيين".

وتحققت منظمة العفو الدولية من صحة ما يزيد على 100 مقطع فيديو وصورة، وحلّلت شظايا الأسلحة التي أُخذت من الموقع، وأجرت مقابلات مع تسعة شهود. وبينت النتائج أنه "كان واضحاً أنّ المجموعة تضم صحافيين، وأن الجيش الإسرائيلي عرف أو كان يجب أن يعرف أنهم مدنيون، ومع ذلك هاجمهم بضربتين فصلت بينهما 37 ثانية".

ولم تجد منظمة العفو الدولية أي مؤشر على وجود أي مقاتلين أو أهداف عسكرية في الموقع الذي حدثت فيه الضربتان، "ما يُرجّح أنها هجمات مباشرة على المدنيين".

وكانت "رويترز" جدّدت طلبها من السلطات الإسرائيلية التحقيق في الضربتين. وقال المتحدث: "مضى شهران على طلبنا التحقيق، ولم نحصل على أخبار بعد".

يحظر القانون الإنساني الدولي الهجمات على الصحافيين، لأن العاملين في وسائل الإعلام يتمتعون بالنطاق الكامل من الحماية الممنوحة للمدنيين، كما لا يمكن اعتبارهم أهدافاً عسكرية.

واستهداف المدنيين أو الأهداف المدنية بشكل مباشر محظور تماماً بموجب قوانين النزاعات المسلحة مثل اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي صدقت عليها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

ومنذ بدء العدوان على غزة، تبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله إطلاق النار بشكل يومي تقريباً، عبر الحدود المعروفة باسم الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة لتحديد نقطة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000.

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، استشهدت مراسلة قناة الميادين فرح عمر وزميلها المصور ربيع المعماري بضربة إسرائيلية. وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنها كانت منطقة خطيرة للوجود فيها بسبب "الأعمال العدائية النشطة".

أما في غزة، فقد وثقت نقابة الصحافيين الفلسطينيين استشهاد أكثر من 70 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر.

المساهمون