استمع إلى الملخص
- أطلقت ميتا ميزات جديدة في "ثريدز" لمنافسة بلوسكاي و"إكس"، مثل "الخلاصات المخصصة"، مما ساهم في جذب 275 مليون مستخدم، بينما شهد بلوسكاي نمواً سريعاً.
- يُعتبر بلوسكاي بديلاً محتملاً لـ"إكس"، حيث يوفر نظاماً لحظر الحسابات المثيرة للمشكلات، لكنه يواجه منافسة من "ماستودون" و"ثريدز".
في ظل المنافسة المتزايدة بين منصات التواصل الاجتماعي، يواصل تطبيق بلوسكاي جذب الانتباه، بعد تحقيقه نمواً ملحوظاً، حيث جذب مليون مستخدم يومياً منذ فوز إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" (المعروفة سابقاً باسم تويتر)، برهانه السياسي على الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ومع ذلك، فإن فريق الشركة المكون من عشرين موظفاً فقط يكافح للحفاظ على ضبط المحتوى وتشغيل الخوادم دون انقطاع.
شركة ميتا، التي تملك فيسبوك وإنستغرام، لم تقف مكتوفة الأيدي، إذ أطلقت سلسلة من الاختبارات والميزات الجديدة لتطبيقها ثريدز، الذي تسعى من خلاله لمنافسة "إكس". وأدخلت "ميتا" تعديلات تبدو مصممة لمواجهة التهديد الذي يشكله صعود بلوسكاي بديلاً متزايد الشعبية لـ"إكس" بين المستخدمين غير الراضين.
تقول ياسمين إنبرغ، نائبة الرئيس والمحلل الرئيسي في شركة eMarketer للأبحاث السوقية، إن "سباق استبدال تويتر قد تسارع"، مضيفةً، في حديث لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، أن "ثريدز" كان الملاذ الأساسي للمستخدمين الذين غادروا "إكس"، لكن الزيادة المفاجئة في عدد مستخدمي "بلوسكاي" بعد الانتخابات الأخيرة رفعت حدة المنافسة.
ورغم أن قاعدة مستخدمي "بلوسكاي" لا تزال أقل بكثير من منافسه "ثريدز"، إلا أن "ميتا" بدأت ترى فيه تهديداً محتملاً. وللتصدي لهذا التهديد، تعمل الشركة بسرعة، مستفيدةً من استراتيجية سبق أن استخدمتها في منافسة منصات مثل سناب تشات وتيك توك.
أدخلت ثريدز ميزة جديدة تتمثل بـ"الخلاصات المخصصة" التي تسمح للمستخدمين بالتحكم في المحتوى الذي يظهر في خلاصة حساباتهم، ما يعكس نهج "بلوسكاي" في تشجيع المستخدمين على إنشاء خلاصاتهم الخاصة والاشتراك في خلاصات أخرى، خصوصاً تلك التي تقدم محتوىً سياسياً في الوقت الفعلي. وتعتبر هذه ميزة جديدة تسعى "ميتا" لتقليص تأثيرها، خصوصاً في الجانب السياسي.
ورغم أن "ثريدز" قد نجح في جذب 275 مليون مستخدم منذ إطلاقه في يوليو 2023، فإن "بلوسكاي" شهد نمواً سريعاً أيضاً، إذ ارتفع عدد مستخدميه من 13 مليوناً إلى 22 مليوناً في غضون أسبوعين فقط. هذه القفزة الكبيرة زادت من الزخم الذي يندر أن تحققه منصات جديدة في مجال يهيمن عليه عمالقة مثل "ميتا". تسببت هذه الطفرة في حدوث انقطاعات في الخدمة لدى "بلوسكاي".
حماس لـ"بلوسكاي"
أسّست شبكة بلوسكاي وموّلتها شركة تويتر نفسها عندما كان مؤسسها المشارك، جاك دورسي، لا يزال يقودها. في فبراير/ شباط 2023 صارت متاحة للعموم، ثم شرعت في استقبال المستخدمين من الرافضين لسياسات "تويتر"/"إكس" الجديدة، الناتجة من قرارات إيلون ماسك المثيرة للجدل. عدد مشتركيها ارتفع من عشرة ملايين في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي إلى 16 مليون شخص، بعد أن سُلطت عليها الأضواء في نهاية عام 2022 عندما استحوذ إيلون ماسك على "تويتر" وأطلق عليه تسمية "إكس".
ومع تواصل مشكلات إيلون ماسك حول العالم، واصل "بلوسكاي" جذب المستخدمين. عندما حظرت البرازيل "إكس" في سبتمبر/أيلول الماضي، جذبت 3 ملايين مستخدم جديد. وعندما أعلنت "إكس" في ذات الشهر السماح للمستخدمين بمشاهدة منشورات الأشخاص حتى بعد حظرهم، أضافت 1.2 مليون مستخدم جديد في غضون يومين.
هروب من "إكس"
الهروب نحو "بلوسكاي" ليس بسبب ميزات استثنائية في المنصة بقدر ما هو سخط على ما آلت إليه "إكس". انخفض عدد المستخدمين النشطين يومياً على "إكس" في المملكة المتحدة من 8 ملايين إلى نحو 5.6 ملايين فقط، أكثر من ثلث هذا الانخفاض شهدته المنصة منذ أعمال الشغب في الصيف. وقد انتقدت "ذا غارديان" "إكس" الذي باتت محتوياته "غالباً ما تكون مزعجة، بما في ذلك نظريات مؤامرة وعنصرية لليمين المتطرّف". ثم بعد نجاح ترامب في حكم أميركا للمرة الثانية ها هم المستخدمون يفرّون من المنصة.
هل "بلوسكاي" بديل عن "إكس" فعلاً؟
نقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن الباحث في مجال منصات التواصل الاجتماعي، أكسل برانز، أن المنصة مثلت بديلاً لـ"إكس" (تويتر سابقاً)، إذ تتيح نظاماً أكثر فعالية لحظر أو تعليق الحسابات التي تثير المشكلات، وتتبع نظاماً أكثر صرامة لمراقبة المحتوى الضار. وأضاف أن المنصة "أصبحت ملاذاً للأشخاص الذين يريدون أن تكون تجربتهم في التواصل الاجتماعي مماثلة لتلك التي كانت منصة إكس توفرها، لكن من دون كل نشاط اليمين المتطرف والمعلومات الزائفة وخطاب الكراهية". وأشار إلى أن "مجتمع تويتر الأكثر ليبرالية فرّ من هناك (إكس)، ويبدو أنه انتقل جماعياً إلى بلوسكاي".
لكن ليست "بلوسكاي" فقط من تقدّم نفسها كـ"تويتر الجديد". هناك بديلان آخران على الأقل هما "ماستودون" و"ثريدز". تبدو المنافسة ضد "ماستودون" أسهل مقارنة بـ"ثريدز"، فعلى الرغم من أن بنية "بلوسكاي" تشبه بنية "ماستودون"، إلا أن مستخدمين عدة وجدوا أن "بلوسكاي" أسهل في الاستخدام. في المقابل، لا تزال "بلوسكاي" في المرتبة الثانية بعيدة جداً خلف "ثريدز" من "ميتا"، التي حصدت 275 مليون مستخدم نشط شهرياً في نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.