بداية القرن الحالي، درج دخول عارضات الأزياء إلى عالم الغناء، يكفي أن نعرف أن هيفا وهبي دخلت عالم الغناء ونفذت ألبوماً غنائياً كاملاً وأطلقته، لتبدأ مسيرتها الفنية. مع انتشار ظاهرة هيفا وهبي المغنية، لجأت عارضات أزياء لبنانيات إلى السير في الطريق نفسه، نذكر منهن نيكول سابا التي تمكنت في الوقت نفسه من التقدم خطوة في عالم التمثيل، إضافة إلى خبرتها الغنائيّة مع فريق "4 كاتس" اللبناني الذي كان يُشرف عليه وقتها الفنان غسان الرحباني، وكذلك ماريا نالبنديان التي عُرفت بأغنية "إلعب"، وكذلك جربت زوجة الموسيقار الراحل ملحم بركات مي الحريري حظها، وقدمت مجموعة من الأغاني والإصدارات التي لم تلق النجاح.
هكذا، تسارعت التحولات التي قلبت العالم، ولم تراع المعايير الخاصة بالمغنين، كالتمتع بصوت مقبول أقله، وتحولت الساحة إلى ساحة "دخلاء"، وازداد هذا الانتشار مع التقدم الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح، أو المحتوى الإلكتروني الذي يصل بسرعة البرق إلى المتابعين. كل ذلك أسهم في "طفرة" في عدد المغنين، ولم يقتصر الوضع على لبنان بل وصلت الموجة إلى القاهرة، وتعتبر بوسي سمير من أشهر المغنيات اللواتي أثَّرن، كما هو حال عارضات أزياء/المغنيات في لبنان.
اليوم، يبدو أنَّ الظاهرة انقلبت لتصل إلى مجال التمثيل. البداية كانت منتصف التسعينيات عندما احتلت عارضات الأزياء اللبنانيات برامج المحطات الفضائية التي تصدرت أو قلبت المشهد التلفزيوني في العالم العربي، ومنها محطة ART التي انطلقت من إيطاليا، وتوجَّهت إلى العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة، واعتمدت على وجوه عارضات أزياء من لبنان لتقديم فقرات مباشرة على الهواء، نذكر منهن هيفا وهبي وسيرين عبد النور ورانية السبع وكارول أبو جودة وبيرلا شلالا وريتا حرب، ثم تتجه هيفا وهبي إلى الغناء، وتبدأ سيرين عبد النور مشوارها في عالم التمثيل.
في السنوات الأخيرة، شهد عالم التمثيل في لبنان "وثبة" قضت باختيار مجموعة من عارضات الأزياء ومقدمات البرامج وملكات جمال كممثلات في مسلسلات عربية مُشتركة، مثل هيفا وهبي التي اختارت القاهرة لكسب مزيد من الحضور والشهرة هناك. وكذلك عبد النور التي بدأت مشوارها الفعلي في التمثيل من القاهرة بفيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" مع محمد هنيدي، لتعود بعدها إلى بيروت وتبدأ العمل في مجموعة من المسلسلات أبرزها كان من إنتاج محلي، ثم "التحول" الكبير في عالم الدراما بعد مشاركتها بطولة "روبي" (2010) إخراج رامي حنا.
تتكرر الحكاية اليوم مع مجموعة من مقدمات أو مراسلات الأخبار اللواتي يفضّلن التمثيل على الغناء، آخر الأسماء المراسلة اللبنانية نوال بري التي أثارت جدلاً واسعًا، لأكثر من 11 عاماً بين محطتي "الجديد" وMTV اللبنانية، ورغم شهرتها في "الأخبار" كمراسلة ميدانية. تشارك بري في مسلسل "عروس بيروت" الجزء الثالث الذي بدأ تصويره في تركيا قبل ثلاثة أسابيع، وهي بذلك تنضم لزميلتها ريتا حرب التي عملت لسنوات طويلة مقدمة برامج على محطة "أوربت"، لكنها فضلت التمثيل قبل سنوات.