بعد الخليج... أصالة تغازل المغرب

26 ديسمبر 2022
تفوقت أسماء لمنّور بلهجة بلدها الأم على المغنية السورية (أصالة/فيسبوك)
+ الخط -
نجحت الأغنية المغربية في السنوات الماضية، وتخطت حواجز اللهجة في العالم العربي، إذ يحقق المغنون المغاربة أعلى نسبة استماع ومشاهدة على المنصات الرقمية، ما أجبر المغنين العرب عموماً إلى الاتجاه نحو المغرب ومغازلة شعبه.
بين الخليج والمغرب علاقة فنية وطيدة، بدأت مطلع تسعينيات القرن الماضي، وذلك بهجرة أصوات نسائية مغربية إلى الخليج. قائمة الأسماء طويلة، لكن لأسماء لمنور حكايات في الغناء الخليجي الذي مهد لها الإقامة الدائمة في دبي.
تتقن أسماء لمنوّر الغناء بالخليجي، وتمكنت من استغلال نجاحها من أجل العمل مع المحيطين أو الملمّين بصناعة الأغنية الخليجية الصعبة. عام 2009، أدت أسماء لمنوّر في جلسة خاصة أغنية الفنان السعودي طلال سلامة "يا قو قلبك" من كلمات وألحان بنت العطا. سربت الأغنية بصوت لمنّور إلى الإذاعات التي كررت بثها. تساءل المتابعون عن هذا الصوت، لا بل تعرفّوا على أداء لمنّور من خلال هذه الأغنية التي عرفت بصوتها أكثر من مغنيها الأصلي، لتزيد من تفاعل الجمهور الخليجي بالدرجة الأولى معها، وتبدأ رحلة حصاد كل هذا النجاح.
غنت أسماء لمنّور عام 2012 "المحكمة" مع الفنان العراقي كاظم الساهر، ما فتح أمامها مزيداً من الشهرة، نظراً لفرادة صوته في الأغنية التي كتب كلماتها كريم العراقي ولحنها الساهر نفسه. ويومها كرست شهرتها، وحصنت حضورها على الساحة الفنية العربية.
قبل أيام، أعادت شركة روتانا موضة الأغاني المشتركة، فجمعت لمنّور، مع المغنية السورية أصالة نصري التي تسعى لإثبات حضورها خليجياً. "الديو" عنوانه "سيد الغرام" باللهجة المغربية، من كلمات محمد المغربي وألحان مهدي مزيّن، وصُوّر على طريقة الفيديو كليب بتوقيع المخرج اللبناني حسن غدّار.
موسيقى
التحديثات الحية
ما زال مبكراً على أصالة نصري الغناء بالمغربي، كونها لا تتقن اللهجة مثل أهلها، خصوصاً أنّ الأبيات الأولى التي تؤديها في "الديو" تكررها أسماء لمنّور بتقنية أهل البلد الأعلم بلهجته. وهذا بالطبع ما وضع معادلة المقارنة بين الصوتين، رغم تمتعهما بطبقات عالية في الغناء، وكذلك التناسق في تسليم الواحدة لزميلتها الكلام بطريقة بدت سلسة لا تؤذي أذن المستمع. لكنّ ذلك لا ينفي استعجال أصالة وفرد عضلاتها بالصوت على المشروع، وتسجيل الأغنية بالطريقة التي صدرت فيها.

في الشكل، لا يخلو الكليب من هفوات معتادة في أعمال المخرج حسن غدّار. أجواء من البادية والصحراء تجتمعان في سيناريو مزدحم بالألوان من دون أي مبرر. ومحاولة إدراج المغربي في اللوحات الملونة، وكذلك الوشوم التي تظهر على وجهي أصالة نصري وأسماء لمنّور، كلّ ذلك أضعف التصوير والقصة. وكأنّ التصوير فقط من أجل طرح الأغنية مع الكليب بالسرعة القصوى من دون أي سابق إنذار. سباق كان بإمكانه أن يجعل من الأغنية علامة فارقة في اجتماع مغنيتين بلون مستجد على الساحة العربية عموماً.
المساهمون