حول الفنان الفلسطيني بسام الحجار جانباً من منزله في مدينة غزة إلى مشغل فني خاص به، يقضي فيه وقته بشكلٍ يومي، حيث ينتج أعمالاً فنية بين الفخار والجداريات التي تعتمد على جمع الفن بالتاريخ.
ونحت الفنان الستيني داخل مشغله البسيط بعضاً من الأعمال التراثية على الحائط والتي تصور بعضها الحياة في الريف الفلسطيني وعمل النسوة في حياكة الملابس، بالإضافة إلى منحوتات أخرى تحاكي المعارك الإسلامية التي شهدتها فلسطين.
جمع الحجار طوال عقود بين مهنة قصارة المنازل ونحت الأعمال الفنية، مما نتج عنه عشرات المنحوتات داخل منازل الفلسطينيين في غزة والتي تحاكي مدناً فلسطينية مثل القدس ويافا وعكا ومعالمها مثل قبة الصخرة، وطبيعتها الريفية.
وقال الحجار لـ "العربي الجديد" إن لديه داخل منزله ما لا يقل عن 200 عمل فني، فضلاً عن أعمال أخرى موجودة في مؤسسات تعليمية أو بيعت لبعض الراغبين في اقتناء هذه الأعمال.
ويضيف أنه لا يتوقف عن نحت الأعمال التي ترمز في غالبيتها إلى التراث الفلسطيني والحضارة الإسلامية والعربية، في محاولة منه لتخليدها في عقول الأجيال الناشئة في ظل التطور التكنولوجي الهائل.
ويرى الحجار أن هناك إهمالاً واضحاً في اطلاع الأجيال الناشئة على تاريخ الحضارات العربية والإسلامية، ومعرفة ملامح تلك الحقبة وأبرز المعارك التي شهدتها بالإضافة إلى أبرز الشخصيات التي لمعت آنذاك.
ورغم أن الحجار غير حاصل على شهادات جامعية وعلمية، إلا أنه يطلع بكثرة على كتب التاريخ، حيث يستفيد مما يقرأ في تحويله لأعمال فنية ومنحوتات يجسدها باستخدام أدواته البسيطة التي يمتلكها داخل ورشته الفنية.
وشارك الحجار خلال السنوات الماضية بأعماله الفنية في عدة معارض داخلية في قطاع غزة وخارجية كان أبرزها في قطر وفرنسا. أما الأعمال الفنية والمنحوتات الأكثر طلباً بين الفلسطينيين في غزة أو المؤسسات هي تلك التي تجسد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، حيث أنجز خلال السنوات الماضية عدداً كبيراً منها.
ويستحضر الحجار أن بعض مستوطني الاحتلال خلال فترة عمله داخل الأراضي المحتلة عام 1948 في مهنة القصارة طلبوا منه نحت شخصيات إسرائيلية وصهيونية شهيرة من أبرزها ثيودور هرتزل ودافيد بن غوريون، إلا أنه رفض ذلك بشكل قطعي لدوافعه الوطنية. ويطمح الحجار أن يتمكن خلال الفترة المقبلة من افتتاح معرض فلسطيني عربي إسلامي خاص بأعماله الفنية، خدمة للأجيال الشابة.