بريطانيا تتهم روسيا بشن حملة سيبرانية ضد كبار السياسيين

07 ديسمبر 2023
نجم عن بعض تلك الهجمات تسريب وثائق (Getty)
+ الخط -

اتهمت الحكومة البريطانية، اليوم الخميس، أجهزة الأمن الروسية بشنّ حملة تجسس سيبرانية مستدامة ضد كبار المسؤولين السياسيين.

وسبق أن حامت شبهات حول روسيا بالتدخل في السياسة البريطانية، ومنها ما يتعلق بالاستفتاء المثير للانقسام على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي 2016، لكن الحكومة المحافظة واجهت انتقادات لعدم إجرائها تحقيقا في ذلك.

وفي أحدث اتهام، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقف وراء "محاولات غير ناجحة للتدخل في عمليات سياسية في المملكة المتحدة"، مضيفة أنها استدعت سفير روسيا لدى لندن بهذا الخصوص.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في بيان، إن "محاولات روسيا التدخل في سياسات المملكة المتحدة غير مقبولة على الإطلاق وتسعى لتهديد مساراتنا الديمقراطية".

أضاف كاميرون: "بمعاقبة الجهات المسؤولة واستدعاء السفير الروسي اليوم، نكشف محاولاتهم الخبيثة لبسط النفوذ، ونسلط الضوء على مثال آخر لكيفية اختيار روسيا العمل على المسرح العالمي".

وأشار مكتب كاميرون إلى أن "المركز 18"، وهو وحدة داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، مسؤول عن "عدد من عمليات التجسس السيبرانية" ضد لندن.

تسريب وثائق

كشفت الحكومة البريطانية أن الجهاز الروسي استهدف برلمانيين من عدة أحزاب سياسية، ونجم عن بعض تلك الهجمات تسريب وثائق، في عملية بدأت أقله عام 2015 وامتدت حتى 2023.

وقرصن الجهاز أيضاً مستندات تجارية بريطانية-أميركية سُربت قبل الانتخابات العامة البريطانية في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وفقاً للحكومة.

وكشفت وزارة الخارجية أنها فرضت عقوبات على عميلين روسيين، لتورطهما في الإعداد لما يسمى بحملات التصيد الاحتيالي و"أنشطة تهدف إلى تقويض المملكة المتحدة".

تنطوي عمليات التصيّد الاحتيالي على قيام مقرصن بإرسال روابط ضارة إلى أهداف معينة، "لمحاولة حثها على مشاركة معلومات حساسة". وغالباً ما يقوم المقرصن بـ"نشاط استطلاعي حول هدفه" من أجل تصميم هجماته بشكل أكثر فعالية، وفقاً للمركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة.

وعادةً ما يتصل المهاجم بالأهداف عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الشبكات المهنية، وينتحل صفة جهات اتصال حقيقية لأهدافه، ويرسل دعوات كاذبة إلى مؤتمرات وفعاليات، وروابط ضارة لاجتماعات عبر منصة زوم.

استهداف مسؤولين

في يناير/ كانون الثاني، حذر مسؤولو الأمن السيبراني في المملكة المتحدة من أن روسيا وإيران تستهدفان بشكل متزايد مسؤولين حكوميين وصحافيين ومنظمات غير حكومية بهجمات تصيّد بهدف "الإضرار بأنظمة حساسة".

وحث المركز الوطني للأمن الإلكتروني، التابع لمكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخبارات، على توخي مزيد من اليقظة بشأن التقنيات والتكتيكات المستخدمة بالإضافة إلى نصائح لتخفيف تأثيرها.

وأفاد بأن مجموعتي سيبورغيوم ومقرها روسيا و"تي إيه 453" ومقرها إيران استهدفتا عدداً من المنظمات والأفراد في المملكة المتحدة وخارجها طيلة عام 2022.

العام الماضي، ذكرت صحيفة بريطانية أن عملاء يشتبه في أنهم من الكرملين اخترقوا الهاتف المحمول لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس عندما كانت وزيرة للخارجية.

ووفقاً لصحيفة ميل أون صنداي، يُعتقد أنهم تمكنوا من الوصول إلى "اتصالات سرية جداً مع شركاء دوليين". وقال مصدر للصحيفة إن الهاتف "المخترق" وُضع داخل خزانة مقفلة في موقع حكومي آمن بعد اختراق رسائل تصل إلى عام، بما في ذلك "نقاشات حساسة جداً" حول الحرب في أوكرانيا.

واكتُشفت القرصنة في صيف 2022، عندما كانت تراس تقوم بحملتها للفوز بزعامة حزب المحافظين وخلافة بوريس جونسون في رئاسة الحكومة، وفقاً للصحيفة.

(فرانس برس)

المساهمون