برلين تضغط على المشهد الفني دعماً للاحتلال

30 مارس 2024
من تظاهرة مناصرة للفلسطينيين في برلين (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- من برلين، شهدت لونا سبو، مديرة مركز ثقافي ومسلمة ابنة مهاجرين مغاربة، قمع الشرطة لاحتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، معتبرةً أن التظاهرات تحرض عبر خطاب معادٍ للسامية، مما جعلها تشعر بعدم الأمان.
- بعد تنظيم حدث تضامني مع الفلسطينيين، سُحب تمويل مليون يورو سنويًا من الجمعية التي تديرها سبو بقرار من مجلس الشيوخ في برلين، ما أدى إلى إغلاق المركز الذي يدعم 32 عاملاً ويدير 600 حدث سنويًا.
- تعتقد سبو أن القرار يهدف إلى تخويف العاملين في مجال الثقافة من تقديم وجهات نظر تتحدى الدعم الألماني لإسرائيل، مشيرةً إلى ضغوط للتعبير عن تضامن صريح مع إسرائيل أو الصمت، في ظل تزايد العنف ضد المؤيدين للفلسطينيين عالميًا.

من شقتها في برلين، شهدت لونا سبو قمع الشرطة احتجاجات عدة مؤيدة للفلسطينيين؛ إذ زعم الجهاز الأمني أن التظاهرات تشكّل خطراً كبيراً للغاية بالتحريض من خلال خطابها المعادي للسامية. قالت سبو لمجلة ذا فيس: "كان حضور الشرطة مكثفاً. لم يكن الأمر طبيعياً، لم أشعر بالأمان على الإطلاق". وعلى الرغم من أنها لم تتعرض إلى أذى جسدي، بسبب تضامنها مع الشعب الفلسطيني، فإنها تجد أنها الآن في خطر.

سبو، مسلمة ابنة مهاجرين مغاربة، هي مديرة مركز ثقافي ينتج الموسيقى والفن، ويقيم فعاليات تتضمن حلقات نقاشية. وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، اضطرت الجمعية التي تدير المركز، وتدعم طاقم عمل مكوناً من 32 عاملاً، وتدير 600 حدث سنوي، إلى الإغلاق، بعد أن سحب مجلس الشيوخ في برلين تمويلها.

ووفقاً لسبو، سُحب تمويل الجمعية بسبب الخلاف حول حدث في نوفمبر/تشرين الثاني كان من المقرر أن يكون احتفالاً بالذكرى العشرين لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، وهي منظمة تنتقد السياسات الصهيونية للحكومة الإسرائيلية. وقرّرت الجمعية تحويل الحدث إلى وقفة احتجاجية تدين عملية طوفان الأقصى، مع ترديد طقوس الحداد اليهودية التقليدية المعروفة باسم "شيفا". وبحسب سبو، نصح مجلس الشيوخ في برلين، الجمعية، بإلغاء الحدث، بحجة "معاداة السامية الخفية: "قالوا لي: إذا استضفتِ الصوت اليهودي من أجل السلام" في الجمعية "فلن تعود مكاناً آمناً لليهود".

ومع ذلك، مضت الجمعية قُدماً في إقامة الحدث على أي حال، لكن بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الوقفة الاحتجاجية، اكتشفت الجمعية أن تمويل الدولة البالغ مليون يورو سنوياً قد قُطع.

تعتقد سبو أن مجلس الشيوخ يجعل من الجمعية عبرة، لتخويف العاملين في مجال الثقافة الذين قد يقدمون وجهة نظر حول قطاع غزة، من شأنها أن تتحدى دعم الدولة الألمانية الثابت للاحتلال الإسرائيلي. وقالت سبو: "هذه ظاهرة ألمانية... إما أن تعبر عن تضامنك بصوت عالٍ وصريح ودعم غير مشروط لدولة إسرائيل، وليس الحياة اليهودية، بل دولة إسرائيل، أو يجب أن تظل صامتاً. هذان هما الخياران الوحيدان في عالم الفنون والثقافة".

يتعرض المؤيدون للشعب الفلسطيني، في مختلف بلدان العالم، إلى حملة تشويه، إذ كانت هناك زيادة ملحوظة في وتيرة العنف التي تتعامل بها الشرطة مع هؤلاء الناشطين خلال الاحتجاجات. تُظهر مقاطع فيديو متداولة التُقطت أمام متحف بروكلين في الولايات المتحدة العديد من أعمال العنف غير المبررة. في أحد هذه المقاطع، يطرح رجال الشرطة أحد الصحافيين أرضاً ويعتقلونه، رغم إفصاحه أكثر من مرة عن هويته وسبب وجوده. في المقطع نفسه، يظهر أربعة من رجال الشرطة وهم يحملون إحدى السيدات بعدما طرحوها أرضاً وكبلوها.

كما تلعب الصحافة والإعلام دوراً في تشويه الحملات التضامنية؛ إذ يصفها العديد من الصحف، في ألمانيا والولايات المتحدة، بأنها "همجية"، و"معادية للسامية"، وتشكّل خطراً على اليهود، في سعي منها إلى تدجين القارئ والتلاعب به.

المساهمون