برامج حوارية تتصيّد في تصريحات الفنانين العكرة

17 يونيو 2024
عابد فهد في مسلسل "النار بالنار" (إم بي سي)
+ الخط -
اظهر الملخص
- برامج الحوارات الفنية تحولت من منافسة مهنية إلى طرح أسئلة قد تثير الجدل بين الفنانين، مثل تجنب أم كلثوم الرد على وردة الجزائرية، وتعقيدات العلاقات بين الفنانين كما في قصة عابد فهد وكاريس بشار.
- الإعلام وبرامج المنوعات يستغلون الأسئلة المثيرة للجدل لزيادة نسب المشاهدة، معتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التصريحات وتفاقم المشكلات بين الفنانين.
- المخرج السوري سيف الدين سبيعي ينتقد هذا النهج ويدعو إلى طرح مواضيع تستحق النقاش بدلاً من التركيز على خلق الخلافات، فيما يصبح بعض الفنانين أكثر وعيًا واحترافية في التعامل مع هذه الأسئلة.

في البرامج الحوارية، يتوجّه المقدِّمون بأسئلة للفنانين حول رأيهم بزملائهم، لكن ذلك بقي محصوراً في سياق المنافسة التي جمعت هؤلاء في المجال نفسه. فكان مبرّراً مثلاً سؤال السيدة أم كلثوم عن رأيها بزميلتها وردة الجزائرية، وتمنُّع كوكب الشرق عن الإجابة، لتكشف وردة الجزائرية بعد سنوات أنّ العلاقة بينهما كانت متوترة. وتفادت أم كلثوم الردّ على وردة حتى عندما أرسلت لها الأخيرة الورود في إحدى حفلاتها، وانتظرت أن تبادر بالاتصال لشكرها، لكنّ أم كلثوم لم تفعل. ونفهم مثلاً سؤال وردة عن زميلتها السورية ميادة الحناوي، بعدما اكتشف الموسيقي الراحل بليغ حمدي صوت ميادة الحناوي، واستغله لتلحين أغان يزعم كثيرون أنها كانت موجهة لزوجته السابقة وردة؛ مثل "الحب اللي كان" و"أنا بعشقك".

في السنوات الأخيرة، اختلف الأمر، وتحوّلت برامج الحوارات الفنية إلى مجرد طرح أسئلة مجّانية على الفنانين حول آرائهم بأعمال زملاء لهم، أو أحياناً سؤال عن موقف ما بين الطرفين بإمكانه أن يولّد مشكلة إضافية. وحفلت برامج المنوعات بمجموعة من المعدين الذين وجدوا في هذا النمط وسيلةً في زيادة نسبة المشاهدة، خصوصاً مع وسائل التواصل الاجتماعي التي بإمكانها نشر وإعادة نشر التصريح، ما يثير حالة من السجالات ويفاقم المشكلة.

أقفل الممثل عابد فهد الباب حول النقاش الذي تحول إلى قضية بعد تصريح له قبل أسبوع تساءل فيه عما إذا كانت مواطنته السورية كاريس بشار قد "أصيبت بفقدان الذاكرة"؟ ليست المحاولة الأولى لبعض البرامج الفنية اللبنانية التصيد في تصريح فنان، من خلال رد على موقف لفنان آخر. عابد فهد أجاب متسائلاً عما إذا كانت زميلته فقدت ذاكرتها لأنها لم تتذكر أحداً من الممثلين اللبنانيين لتسميته. كلام كاريس بشار جاء قبل شهرين في مقابلة مع "بي بي سي عربية" وبدا يومها واضحاً أنّها أُحرجت من السؤال وتهرّبت. بعد حملة شُنت على عابد فهد، اضطر الأخير إلى الاعتذار من زميلته على صفحته في "إنستغرام"، لترد هي الاعتذار بالمثل وتقول إن عابد رفيق العمر. رد بشار جاء متمّماً لاعتذار زميلها وتلقفها كرة الثلج، لكن الثنائي لم يسلم من ردود فعل مستهجنةً رد بشار، والقول إنها في معركة وكان يجب أن ترد بالمثل.

المخرج السوري سيف الدين سبيعي كان قد حذّر من الأسئلة التي تُجبر فناناً على إعطاء رأيه بزميل له، مشيراً إلى أن على هذا النوع من برامج الحوارات الفنية طرح ما يستحق النقاش، وليس مجرد ترّهات لا يمكن أن تسجل إلا رأياً يكون في محله للإيقاع بين الفنانين عموماً.

من الواضح أن هذا النمط تحول إلى نهج في البرامج الحوارية، خصوصاً تلك التي تتخذ شكل بودكاست؛ فلا يقتصر الأمر فقط على التلفزيون، في محاولة لاستقطاب الجمهور والتفاعل من خلال المساءلة، بل نرى هذا على منصات مثل "يوتيوب" وفيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي. الأمر الإيجابي أنّ عدداً من الفنانين أصبحوا مدركين للعبة التي يريدها هذا النوع من البرامج، ويتعاملون معها باحترافية، كما حصل مع فهد وبشّار أخيراً.

المساهمون