على مدى سنوات، شكّل لبنان المساحة الأكبر على خريطة برامج المنوعات التلفزيونية. فمنذ السبيعينيات، كان للإنتاج اللبناني الصدارة في هذا النوع من البرامج مع المخرج الراحل سيمون أسمر، وتواصل هذا النجاح إلى أن بدأت خريطة الفضائيات تتسع، وبدأت معه الأزمات المالية للقنوات المحلية تتفاقم.
هذا الموسم يبدو أن المحطات اللبنانية تحاول العودة إلى المنافسة في ملعب المنوعات. فتعاود محطة MTV عرض برنامج "حديث البلد"، النسخة الفرنسية التي وصلت إلى لبنان بداية القرن الحالي، وقدمها نيشان ديرهارتيونيان تحت اسم "شاكو ماكو". وها هي النسخة اللبنانية تستعيد حضورها في 29 من الشهر الجاري، على الرغم من تراجع نسبة مشاهدتها في الموسم الأخير قبل أربع سنين (2018).
هكذا، أعلنت الإعلامية اللبنانية منى أبو حمزة عن عودتها إلى برنامج "حديث البلد"، في تغريدة على حسابها الخاص على منصة "تويتر"، ويبدو أن اتفاقاً جديداً قد عُقد بين المحطة وبين أبو حمزة، يقضي بتقديم موسم آخر.
يطرح "حديث البلد" مجموعة حوارات مع شخصيات من مختلف المجالات السياسية والفنية والثقافية، ويسلط الضوء حول أبرز المستجدات والأنشطة الثقافية والفنية، من خلال استضافة مجموعة من أصحاب هذه الفعاليات وسؤالهم عن الهدف.
لا تضمن المحطات التلفزيونية في لبنان حلولاً للأزمات التي تحاصرها، لكنها تحاول تسيير الأمور وفق منطق التجديد بدلاً من "إعادة" برامج مضى عليها الزمن.
اختارت محطة LBCI اللبنانية مجموعة من الإعلاميين والناشطين لإعداد خطة بديلة لمواجهة المتغيرات، لكن الواضح أنها تعتمد على عناصر تقليدية لا تفي بالغرض المطلوب، ونعني ارتفاع نسب المشاهدة وتحقيق نسبة متابعة عالية.
ما من برامج جديدة هذا الموسم. تُبقي LBCI اللبنانية على برنامج "لهون وبس"، بعد نجاحه سبعة مواسم. عمل يقدمه هشام حداد، على الرغم من ركاكة المحتوى أحياناً، وتكرار حكايات تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي، حقق بعضها ما أراد، لكن هشام حداد يعيد تدويرها في قالب كوميدي أقرب إلى السخرية، مع حوارات بطابع مختلف تقوم على السخرية من الضيوف.
وتعرض المحطة نفسها برنامج Fe Male، من إعداد وتقديم كارلا حداد. يعتمد العمل على محاورة فنانين من مختلف الأطياف من قبل المقدمة وفريق عملها المؤلف فقط من النساء.
محطة "الجديد" اللبنانية تستمر في عرض برامج حوارية تفتقد إلى الحد الأدنى من الحرفية والمسؤولية، يكاد يكون برنامج "مع تمام"، من إعداد وتقديم تمام بليق، مجرد محاولة تعزز سياسة وخط القمع الذي يفرضه المحاور على مضيفه، لتشن بعد كل عرض حملات تطالب المحطة بالتخلي أو إيقاف البرنامج، الذي يعتبر برأي المعلقين اعتداءً وتعنيفاً للضيوف، أكثر من كونه حواراً يدخل في إطار برامج الترفيه أو المنوعات.
وتستعيد "الجديد" برنامج "غنيللي ت غنيلك"، الذي قدمه المغني السوري علي الديك قبل سنوات، لكن بحلة واسم جديدين، إذ سيحمل عنوان "دقوا المهابيج"، من تقديم ريم الشريف، مع حوارات وأغان بين مقدمة البرنامج وضيوفها، في جلسة ودية بعيدة عن الالتزام المسرحي وتقليدية برامج المنوعات داخل الاستديوهات.