بدء محاكمة قطب الموضة الكندي السابق بيتر نيغارد بقضايا اعتداءات جنسية

27 سبتمبر 2023
يرغب القضاء الأميركي أيضاً في محاكمة بيتر نيغارد (منتهى نسليهان إروغلو/Getty)
+ الخط -

بدأت في تورونتو محاكمة قطب الموضة السابق بيتر نيغارد، بعد عامين من توجيه الاتهام له للمرة الأولى بارتكاب جرائم جنسية، وشدّدت المدعية العامة خلال الجلسة الافتتاحية على أنه "استخدم سلطته ومكانته للاعتداءات على شابات".

وهذه المحاكمة هي الأولى من محاكمات عدة يواجهها الرجل البالغ 82 عاماً في كندا والولايات المتحدة، حيث اتُهم بارتكاب عشرات الجرائم الجنسية طوال عقود.

وقالت المدعية العامة آنا سيربان: "في مكاتب نيغارد في تورونتو، خلف الجدران ومظاهر النجاح والسلطة، ثمة جناح يضمّ غرفة نوم ضخمة ومشرباً وأبواباً من دون مقابض، وأقفالاً آلية يتحكم بها بيتر نيغارد".

وأوضحت أن النساء الضحايا اللواتي "يعانين صدمة" كنّ "تحت تهديد تدمير حياتهنّ المهنية إذا لم يستسلمن". وأشارت إلى أن بعضهن احتجن إلى أكثر من خمس سنوات لكي يتمكنّ من التحدث.

وكانت أربع من المدعيات الخمس في العشرينات من عمرهن، فيما لم تكن الأخيرة تتجاوز السادسة عشرة وقت حصول الوقائع. ولم يكن نيغارد يتردد في عرض وظائف عليهنّ أو يعدهنّ بمستقبل مهني لكي يتمكن من جذبهنّ إلى مكاتبه في تورونتو، حسبما أفادت المدعية العامة.

إلا أن رجل الأعمال الثمانيني الذي أسّس إحدى أكبر ماركات الملابس في كندا، وهي "نيغارد إنترناشونال"، دفع ببراءته الأسبوع الفائت من التهم الموجهة إليه بالاعتداء الجنسي وحجز الحرية.

ووصف مقاول تولى تجديد المبنى وعنصر شرطة للمحكمة التصميم الفاخر والآمن للمكاتب، مشيرين إلى أن دخوله كان يتطلب رمزاً سرياً.

ويرغب القضاء الأميركي هو الآخر في محاكمته بتهم اغتصاب عشرات النساء والفتيات والابتزاز والاتجار بالبشر. وتعود الأفعال التي يُتهم بارتكابها إلى الفترة بين عامي 1990 و2020.

وإذا قَبِل بيتر نيغارد بتسليمه إلى الولايات المتحدة، يجب محاكمته أولاً في ثلاث مقاطعات كندية هي أونتاريو وكيبيك ومانيتوبا.

ودخل نيغارد قاعة المحكمة في تورونتو على كرسي متحرك، بشعر أبيض معقود على شكل كعكة، وبدا ضعيفاً وشاحباً جداً، نقيضاً للصور التي كان فيها شعره أشقر وبشرته سمراء.

وقبل توقيفه، كان رجل الأعمال هذا، الذي تناول العشاء مع ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية، وكان يخالط نجوم هوليوود، يروي بفخر رحلته من مهاجر فنلندي شاب وصل إلى كندا طفلاً، إلى رجل أعمال على رأس إمبراطورية.

وسبق لمجلة "كنيديان بيزنس" الكندية أن قدّرت قيمة أصول بيتر نيغارد بـ850 مليون دولار.

وفي الولايات المتحدة، اتهمته عشرات النساء أيضاً بخداعهنّ واستدراجهن إلى أملاكه الفاخرة، وخصوصاً في جزر البهاماس، بحجة فرص مربحة لهن في مجال عرض الأزياء.

وأكدت أكثر من امرأة من عائلات مُعدمة اقتصادياً أو سبق أن تعرّضن أصلاً لاستغلال أو سوء معاملة، أنه كان يدفع لهنّ تكاليف عمليات جراحية تجميلية أو الإجهاض ولإعالة أطفال من أموال شركته.

وأكد المدعون العامون الأميركيون أن أموال الشركة كان تُستخدم أيضاً لإقامة وجبات عشاء وجلسات للعب البوكر وحفلات يتم خلالها تخدير قاصرات والاعتداء على نساء إذا لم يمتثلن لرغبات نيغارد الجنسية.

وروى ستيفن فيراليو، الذي كان مصوّر فيديو لحساب نيغارد، للتلفزيون الكندي العام في 2021، أن قطب الموضة "كان يصل ويختار بكل بساطة إحدى الفتيات، تكون في معظم الأحيان ثملة".

ويُتوقّع أن تستغرق محاكمة نيغارد في تورونتو ستة أسابيع على الأقل، أما تلك التي تجرى في مقاطعة كيبيك، فيُستَبعَد أن تبدأ قبل ربيع 2024.

(فرانس برس)

المساهمون