بدأ تصوير أولى لقطات الفيلم الروائي الطويل الذي يتناول محطات في حياة الشاعر والمجاهد الجزائري سيدي لخضر بن خلوف، للمخرجين محمد وياسمين شويخ، وبمشاركة عدد من الممثلين البارزين في السينما الجزائرية.
ويمزج الفيلم الذي تبلغ مدته 100 دقيقة، بين الحقائق التاريخية والإضافات الفنية السينمائية، وهو إنتاج مشترك بين المركز الجزائري لتطوير السينما، التابع لوزارة الثقافة ومؤسسة خاصة للإنتاج السينمائي.
وسيستغرق تصوير الفيلم قرابة 12 أسبوعاً، ويروي قصة أبو الشعر الملحون (الشعبي) في الجزائر خلال القرن السادس عشر سيدي لخضر بن خلوف، والمعروف بقصائده التي توارثتها الأجيال.
وأرّخ بن خلوف، واسمه الكامل أبو محمد بن لكحل بن خلوف، عبر هذه القصائد محطات تاريخية مهمة في الجزائر، على غرار قصيدته الشهيرة "مزغران"، والتي أرخت من خلالها معركة مزغران الشهيرة، غربي الجزائر، سنة 1558، والتي خاضها الجزائريون ضد الغزو الإسباني، وانتهت بانتصار المجاهدين الجزائريين، الذين كان الشاعر نفسه في صفوفهم. إضافة إلى قصيدة ثانية باسم "شرشال"، تناول فيها مسيرته الجهادية بين حواضر الجزائر ومستغانم ومزغران مروراً بالبليدة، قبل وفاته عام 1585.
وإضافة إلى الشعر الشعبي، يعتبر لخضر بن خلوف متصوّفاً في الزوايا الدينية في منطقة مستغانم، غربي الجزائر، كما يعد أيقونة في المديح الديني، ولقب بمداح الرسول الكريم بسبب نظمه عدّة قصائد عنه.
وتحتفي الجزائر بالشعر الملحون وبقصائد بن خلوف سنوياً من خلال المهرجان الوطني للشعر الملحون بمدينة مستغانم، حيث سميت بلدة باسمه وتحوّل مرقده إلى مزار ديني، كما قام الباحث محمد بن الغوثي بخوشة بجمع ديوان الشاعر بن خلوف.
وكتب سيناريو فيلم "لخضر بن خلوف" المخرج محمد شويخ، والذي سبق له إخراج عدد من الأفلام منذ عام 1972. وقال شويخ لوكالة الأنباء الجزائرية إنّ الفيلم "مساهمة في كتابة التاريخ الوطني"، لافتاً إلى أنّه يمزج بين الحقيقة التاريخية والخيال، ويتطرّق إلى تقاطع سيرة بن خلوف مع الروائي الإسباني سرفانتس الذي كان معاصراً له".
واختير الممثل حسان كشاش لتقمص شخصية الشاعر سيدي لخضر بن خلوف، خاصةً بعد نجاحه في تجسيد شخصيات تاريخية جزائرية في أفلام أنتجت خلال السنوات الأخيرة، كتجسيده شخصية القيادي البارز في ثورة الجزائر مصطفى بن بولعيد.
وقالت وزيرة الثقافة صورية مولوجي خلال إطلاق تصوير الفيلم، أمس الخميس، في تصريح صحافي إنّ "بن خلوف شخصية رمزية وله حضور في الذاكرة الشعرية والنضالية الشعبية الجزائرية"، وأضافت أن "إنجاز أعمال تاريخية كهذه لتلك الشخصيات الجزائرية الفذة يساهم في إحياء مآثرها وتراثها لدى الأجيال الجديدة".
وأعلنت أنّ الوزارة حصلت خلال العام المنصرم على رخصة استثنائية من التمويل الحكومي، تمّت بموجبها تسوية كلّ المشاريع السينمائية العالقة، سواء الأفلام الطويلة أو القصيرة أو الوثائقية وأيضاً أفلام التحريك وغيرها من الأعمال الفنية، وأعلنت أنه سيتم خلال منتصف شهر يناير/ كانون الثاني الحالي تنصيب لجان جديدة لبحث تمويل مشاريع سينمائية جديدة ضمن برنامج الدعم الحكومي للسينما خلال عام 2023.