بعدما كان الإعلامي باسم يوسف ألدّ خصوم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وأكثر من انتقده في الإعلام المصري والعربي، ها هو يسخر من المشير المرشّح إلى رئاسة مصر عبد الفتّاح السيسي، بخجل، وبطريقة أقلّ قسوة.
كثيرون اعتبروا أنّ برنامج "البرنامج" للإعلامي باسم يوسف كان الأكثر تأثيرا ومساهمة في تأليب الرأي العام المصري ضدّ الرئيس المعزول محمد مرسي وضدّ سياسته، وصولا إلى الانقلاب العسكري ضدّه بقيادة المشير عبد الفتّاح السيسي.
كان يوسف قد سخّر برنامجه للسخرية من مرسي ومن الإعلام الذي يدعمه، مستفيدا من هفوات هنا وعثرات هناك. وأبرز ما كان يستعمله باسم يوسف هو ميل بعض مناصري مرسي إلى الحديث عنه كـ"بطل" أو "ما فوق بشري".
اليوم يحصل الأمر نفسه مع السيسي. الإعلام الذي وقف ضدّ مرسي وساهم في عزله وسجنه يحاول، بحسب الحلقة الأخيرة من "البرنامج"، أن يتعامل مع السيسي على أنّه نصف إله.
الفيديو المرفق يبيّن كيف حتّى إعلاميين "جدّيين"، مثل عمرو أديب، يستقبلون مهرّجين يسمّونهم "فلكيين" و"علماء تنجيم" ويفتحون الهواء أمامهم ليقولوا إنّ "اسم السيسي مكتوب منذ 1100 عام"، وأنّ "السابقين بشّروا به".
كلّ هذا دفع يوسف إلى التعامل مع السيسي بالطريقة نفسها، لكن بطريقة أقلّ قسوة. وأحيانا بشكل غير مباشر، في حين كان انتقاد مرسي يتجاوز الخطوط الحمر أحيانا، بل ويصل أحيانا إلى حدّ الإيحاءات الجنسية، التي لا يبدو أنّ البرنامج يجرؤ على الوصول إليها حاليا.
بخفر يهزأ يوسف من السيسي، وليس بجرأة عالية كما فعل مع مرسي، رغم أنّ كمّية "الخزعبلات" التي ترافق الحملة الدعائية والإعلامية المناصرة للسيسي تفوق أضعافا مضاعفة التي رافقت الترويج لمرسي. وإن كانت، أيّام مرسي، صدرت عن شيوخ غير معروفين، أو مذيعين مغمورين، فإنّها اليوم تصدر عن مذيعين مرموقين كانوا يسخرون منها أيّام مرسي.
هو استبداد الإنقلاب السيسي وقد جعل باسم يوسف ينقلب أيضا من وحش الشاشة إلى أرنبها الخجول.