عاد موقع "بارلر" الإلكتروني للظهور فجأة على الإنترنت، بعد ظهر الأحد، مرفقاً برسالة من مديره التنفيذي، جون ماتزي تقول "مرحبًا بالعالم، هل هذا الشيء يعمل؟".
وتشير الرسالة، المؤرخة في 16 يناير/كانون الثاني، إلى أن الشبكة الاجتماعية المشهورة بأعضائها من اليمين المتطرف قد وجدت منصة استضافة جديدة عبر الإنترنت، بعد أن تم طرد "بارلر" من خدمة الاستضافة السحابية التابعة لشركة "أمازون" Amazon Web Services في 10 يناير/كانون الثاني. وذلك في أعقاب حصار أنصار دونالد ترامب مبنى الكابيتول هيل في العاصمة واشنطن، واقتحامهم للكونغرس حيث عاثوا خراباً وفوضى في مسعى لإيقاف جلسة التصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية، ما أثار استنكارات واسعة وأدى إلى إطلاق تحقيق يسائل ترامب ويطالب بعزله قبل أيام من انتهاء ولايته.
ونطاق "بارلر" مسجّل الآن مع "إبيك" Epik، وهي شركة تبيع أسماء النطاقات domains وهي أيضًا مسجّلة المجال لمنصة التواصل الاجتماعي "غاب" Gab، وهي شبكة اجتماعية بديلة غالبًا ما يستخدمها مستخدمون من اليمن المتطرف، بحسب "سي إن إن".
ولا يزال من غير الواضح من هو مضيف الويب لموقع "بارلر". وقال المتحدث باسم "إبيك"، روبرت ديفيس، إن الشركة لا تقدم استضافة ويب لموقع "بارلر". وقال إن "إبيك" لديها نهج عدم التسامح مطلقاً في مكافحة العنصرية، "وتدين بنشاط أي أنشطة تستخدم لخلق مشقة للآخرين على أساس لون البشرة أو العرق أو الأصل أو نظام المعتقد".
وكانت "إبيك" قد أكدت، في مدوّنة بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني، أنّ شركة "بارلر" قد تواصلت مع "إبيك" بشأن تسجيل نطاقها في 11 يناير. وفي وقت سابق من نفس اليوم، أصدرت "إبيك" بيانًا مطولًا تنتقد فيه ما وصفته بأنه "رد فعل غير متوقع" من قبل الشركات الكبرى "لإنهاء أي علاقة تبدو ظاهريًا إشكالية أو مثيرة للجدل".
وظهر تحديث مؤقت للحالة على موقع "بارلر"، أسفل رسالة ماتزي، تقول "يبدو الآن أنه الوقت المناسب لتذكيركم جميعًا - عشاقًا وكارهين - لماذا بدأنا هذه المنصة. نؤمن بأهمية الخصوصية وحرية التعبير، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي. كان هدفنا دائمًا توفير ساحة عامة غير حزبية حيث يمكن للأفراد التمتع بحقوقهم وممارستها لكليهما. وسنحل أي تحد أمامنا ونخطط للترحيب بالجميع منكم قريباً ولن ندع الخطاب المدني يهلك!".
واضطرت منصة التواصل الاجتماعي المحافظة "بارلر"، يوم الإثنين الماضي، إلى وقف الخدمة، بعد أن حذّرت "أمازون" الشركة من مغبّة قطع وصولها إلى خوادمها بسبب عدم قيامها بضبط المحتوى العنيف بشكل مناسب.
وتصاعدت شعبية هذا الموقع في الأسابيع الماضية وأصبح التطبيق المجاني الأول في "آبل ستور" (متجر تطبيقات آبل)، بعدما حظرت "تويتر" الأكبر حجماً بكثير، الرئيس ترامب عن منصتها لدوره في التحريض على أعمال شغب في الكابيتول أوائل يناير الحالي. وتدفقت على المنصة رسائل التأييد لهجوم الأربعاء في واشنطن العاصمة، إلى جانب دعوات إلى مزيد من التظاهرات، ما دفع "غوغل" إلى إزالتها من متجر تطبيقاتها الجمعة، ثم "آبل" السبت. ثم أكدت "أمازون" أنها ستعلق المنصة من خدمتها السحابية الاستضافية، لسماحها "بتهديدات بأعمال عنف" يوم الأحد.
وفي سلسلة من التعليقات على بارلر، اتهم المدير التنفيذي جون ماتزي، عمالقة التكنولوجيا بشن "حرب على حرية التعبير". وقال "لن يكسبوا! نحن آخر أمل للعالم في حرية التعبير وحرية المعلومات".
والمنصة الاجتماعية التي أطلقت عام 2018، تعمل إلى حد كبير مثل "تويتر"، مع متتبعين وتعليقات يطلق عليها "بارليز" بدلاً من تغريدات. وفي أيامها الأولى، جذبت المنصة عدداً من المستخدمين المحافظين المتشددين، بل حتى يمينيين متطرفين. لكنها إلى حين إغلاقها كانت تجتذب أصواتا جمهورية تقليدية. ومن غير المعروف ما إذا كان لترامب حساب على بارلر.
وبسبب إغلاقه وإجراءات مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، هجر مؤيدو ترامب إلى تطبيقات أخرى بينها mewe و"غاب" و"رامبل".