30 يونيو 2021
+ الخط -

ما الذي دفع البشر إلى بناء مجتمعات وحضارات؟ يقول علماء إن الجواب قد يكون "مذنباً عملاقاً"، وفقاً لورقة بحثية جديدة نُشرت في دورية "إيرث ساينس ريفيوز".

ومنذ حوالي 14500 عام، بدأت حرارة الأرض تزداد. بدأت الصفائح الجليدية التي جعلت الكثير من نصف الكرة الشمالي غير صالح للسكن لآلاف السنين بالتراجع، وبدأ البشر هجرتهم عبر أوراسيا والأميركتين.

ثم منذ حوالي 13 ألف عام توقف ذلك. تراجعت درجات الحرارة عبر نصف الكرة الشمالي مرة أخرى إلى الظروف شبه الجليدية، وحدث ذلك بمعدل أسرع حتى من تغير المناخ اليوم. بدأت فترة الظروف الباردة التي استغرقت ألف عام كاملة قبل أن يعود المناخ إلى طبيعته.

لكن المناخ لم يكن الشيء الوحيد الذي شهد تغيراً كبيراً في هذا الوقت تقريباً. بدأ السكان في "الهلال الخصيب" في جنوب غرب آسيا، بما في ذلك مصر الحديثة والعراق ولبنان، في الاستقرار لأول مرة، وتحوّلوا من أسلوب حياة الصيد والجمع إلى المجتمعات القائمة على الزراعة. 

في هذه الأثناء، يبدو أن شعب كلوفيس في أميركا الشمالية قد اختفى تماماً. وعبر الكوكب، انقرضت النباتات والحيوانات على نطاق واسع.

لكن ما تسبب بالضبط في هذا التغيير العالمي هو شيء لم يكتشفه العلم بعد بشكل قاطع. ومع ذلك، فإن أحد أكثر الاقتراحات إثارة للجدل يقول إنه نشأ عندما اصطدمت الأرض بشظايا مذنب هائل ضرب أميركا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا. 

وتم اقتراح النظرية لأول مرة في عام 2007، وقد نوقشت بشدة من كلا الجانبين، إذ استمرت الأدلة الجديدة في الظهور على مر السنين لدعمها أو معارضتها.

 

مجموعة كبيرة من الأدلة تدعم النظرية القائلة بأن مذنباً ضرب الأرض منذ حوالي 13 ألف عام، كما أكد الباحثون في بيان، مع وجود "مستويات زائدة من البلاتين، وعلامات على ذوبان المواد في درجات حرارة عالية للغاية، واكتشاف الألماس النانوي الذي يوجد داخل المذنبات ويتشكّل أثناء الانفجارات عالية الطاقة".

البيانات التي يقول الفريق إنها تدعم النظرية بشدة مأخوذة من أربع قارات. جاءت البيانات الجيولوجية من أميركا الشمالية وغرينلاند على وجه الخصوص، حيث كان يُعتقد أن أكبر شظايا المذنب قد اصطدمت، بينما أشار المؤلف الرئيسي للدراسة، مارتن سويتمان، إلى قطعة مثيرة للاهتمام من الأدلة الأنثروبولوجية.

وعلّق قائلاً: "يبدو أنه تم إحياء ذكرى هذه الكارثة الكونية الكبرى على الأعمدة الحجرية العملاقة لموقع غوبكلي تَبه، الذي يعتقد أنه "المعبد الأول في العالم"، والذي يرتبط بأصل الحضارة في الهلال الخصيب في جنوب غرب آسيا.

المساهمون