لكل من جو بايدن ودونالد ترامب، المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة، نظرة مختلفة للغاية إلى الفنون، تشبه تلك الفجوات السياسية والأيديولوجية الواسعة التي تفصل بينهما بوضوح في حملاتهما للانتخابات الرئاسية.
وبينما يملك بايدن تاريخاً طويلاً في دعم للفنون، يفتقر ترامب إلى ذلك، بحسب ما أورد موقع "آرت نت نيوز" اليوم.
وعلى الرّغم من ذلك، لم يضع أي من المرشّحين للرئاسة الأميركية، برنامجاً فنياً كاملاً، خلال الفترة التي سبقت الانتخابات هذا العام، بسبب الطبيعة الضخمة للقضايا المطروحة.
وبما أنّ السياسات المتعلقة بالرعاية الصحية والإسكان والهجرة والتجارة والضرائب، تؤثر أيضاً في الفنانين والعاملين في مجال الفنون، كان لا بدّ من إلقاء نظرة على التاريخ الفني لكل مرشّح، وتأثير نتائج هذه الانتخابات في الصناعات الإبداعية على وجه التحديد.
يبرز موقع "آرت نت نيوز" النقاط الأساسية والتاريخ الفني للمرشح جو بايدن، (77 عاماً)، ويسلّط الضوء على تأييده في عام 1973، بصفته عضواً في مجلس الشيوخ، قراراً بإنشاء مركز الحياة الشعبية الأميركية في مكتبة الكونغرس. وتصويته طوال التسعينيات ضد التعديلات التي دعت إلى إلغاء الصندوق الوطني للفنون وإيقاف تمويله. كذلك يبين أنّ بايدن في عام 2001 شارك في رعاية تشريع أدى في النهاية إلى إنشاء متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، الذي افتُتِح في عام 2016.
إلى ذلك، يتطرّق، المصدر ذاته، إلى فترة ولاية الرئيس باراك أوباما الأولى في منصبه، حيث تفاوضت الإدارة على مشروع قانون تحفيز يشمل 50 مليون دولار للفنون خلال الأزمة المالية في عام 2008-2009، ويلفت إلى أنه على الرغم من ذلك، يبقى الدعم الحكومي الأميركي للفنون ضئيلاً، مقارنة بالدعم الذي تقدمه دول مثل فرنسا وألمانيا، بغضّ النظر عن الجهة المسؤولة.
كذلك يبرز دعم بايدن للفنون، في عام 2012، عندما اقترحت إدارة أوباما وبايدن زيادة ميزانية الصندوق الوطني للفنون (هو وكالة مستقلة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية التي تقدم الدعم والتمويل للمشاريع التي تظهر التميز الفني)، بمقدار تسعة ملايين دولار، والاحتفاظ بتمويل مستوى معهد خدمات المتاحف والمكتبات عند 232 مليون دولار.
ترامب تبرع بحوالي 500 الف دولار أميركي، "لمنظمات مرتبطة بالفنون". لكنّه في مارس/آذار، 2017 ، اقترح إلغاء الصندوق الوطني للفنون
وأيضاً في يونيو/ حزيران 2020، حيث تناول بايدن قضية الآثار الكونفدرالية، ودعا إلى إزالتها بسلام وإعادة توطينها في المتاحف، وليس في الساحات العامة. كذلك تأكيده قبل الانتخابات الحالية، التزامه الفنون عبر جميع وسائل الإعلام، قائلاً: "مستقبل من نحن يكمن في الفنون ... إنه تعبير عن روحنا".
ودفعت حملة بايدن وكامالا هاريس، فنانين عبر ثماني ولايات إلى رسم جداريات لتشجيع إقبال الناخبين.
في المقابل، يشوب تاريخ ترامب مع الفن عثرات تظهر اكتراثاً أقل بكثير في هذا المجال. ففي عام 2006، تقدّم ترامب (74 عاماً) بطلب لعلامة تجارية باسم مجموعة ترامب الفنية. ووفق الوثائق، كان ينوي إطلاق شركة لبيع الأعمال الفنية عبر الإنترنت، ومتجر للبيع بالتجزئة لبيع الأعمال الفنية، والعديد من المنتجات المتعلقة بالفن تحت هذا الاسم، بيد أنّ هذه الشركات لم ترَ النور قط.
وبين عامي 1994 و 2010، ورد أن ترامب تبرع بنحو 500 الف دولار أميركي "لمنظمات مرتبطة بالفنون". لكنّه في مارس/ آذار 2017 اقترح إلغاء الصندوق الوطني للفنون، والصندوق الوطني للعلوم الإنسانية، وسعى إلى إيقاف تمويلهما لثلاث سنوات. وفي النهاية، فشل ترامب في تحقيق هذا الأمر، وبدلاً من ذلك شهد هذان الصندوقان زيادة متواضعة في التمويل.
Trump has a fake Renoir which he claims is real. Says it all really ...https://t.co/RW6jVEhOFw
— Emily Cooper in lockdown in Paris (@Emily_S_Cooper) October 25, 2020
أما في عام 2014، فاستخدم ترامب 10 آلاف دولار من مؤسسته الخيرية، مؤسسة دونالد جي. ترامب، لشراء صورته الشخصية في مزاد علني.
وفي عام 2015، أخبر ترامب المجلة الأميركية "فانيتي فير"، أن قيمة لوحة الفنان الفرنسي، بيير أوغيست رينوار، المعلقة في طائرته الخاصة المذهبة، تبلغ عشرة ملايين دولار، ليتبين فيما بعد أنها مزيفة.
وفي 27 مارس/ آذار 2020، صدر قانون "Cares" الذي وقّع عليه ترامب، للمساعدة والإغاثة والأمن الاقتصادي لفيروس كورونا، وتقديم إعانة مالية للفنون وسط الإغلاق. بيد أنّ الحكومة قدّمت دعماً متواضعاً لضمان استمرارها، بما في ذلك مبلغ 75 مليون دولار لكلٍ من المنح الوطنية للفنون والوقف الوطني للعلوم الإنسانية، و50 مليون دولار لمعهد خدمات المتاحف والمكتبات، و25 مليون دولار لمركز كينيدي، و 7.5 ملايين دولار لمؤسسة سميثسونيان.