- الإجراءات الانتقامية تشمل المضايقات، الطرد، والرقابة الدقيقة، مستهدفة الصحافيين المنتقدين للحكومة الإسرائيلية أو الداعمين لفلسطين، مما يحفز الرقابة الذاتية ويضر بحرية التعبير.
- الاتحاد الدولي للصحافيين يدين الأعمال الانتقامية ويطالب بحماية الصحافيين من الانتقام والرقابة، مؤكدًا على أهمية استقلالية غرف الأخبار وحماية الصحافيين لضمان تدفق المعلومات للمجتمع العالمي.
في تقرير له بعنوان "خطوط حمراء: الانتقام في صناعة الإعلام خلال الحرب على غزة"، سجلت النقابة الوطنية للكتّاب في أميركا 44 حالة انتقام طاولت أكثر من مائة إعلامي في الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بداية العدوان الإسرائيلي على غزة و1 فبراير/شباط 2024 في أميركا الشمالية وأوروبا، وخاصة العاملين في مجال الإعلام من أصل عربي وأولئك الذين يُعرفون بأنهم مسلمون.
ووفقاً للبيانات التي جمعتها النقابة، أكثر من ثلث الأهداف الانتقامية من المسلمين أو الأشخاص من أصول شرق أوسطية أو شمال أفريقية. ويمكن أن يأتي الانتقام من قادة داخل مكان العمل أو من أفراد أو مجموعات مصالح خارجية. وتتخذ هذه الإجراءات الانتقامية أشكالاً مختلفة، بدءاً من المضايقات المباشرة وطرد الموظفين وحتى الرقابة الدقيقة داخل المجموعات الإعلامية. فالصحافيون الذين يُنظر إليهم على أنهم داعمون لفلسطين أو منتقدون للحكومة الإسرائيلية يخاطرون بفقدان وظائفهم أو إقصائهم عن العمل.
ومن بين الشهادات التي جمعها تحقيق النقابة قضية الصحافية الفلسطينية، زهراء الأخرس، التي كانت في إجازة أمومة عندما طردتها "غلوبال نيوز" الكندية بسبب منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تضمنت وسوماً تصف الحرب على غزة بالإبادة الجماعية، وتطالب بالحرية لفلسطين. وفي أستراليا أُلغي عقد الصحافية أنطوانيت لطوف بعدما نشرت تقريراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش يتهم إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح.
رقابة ذاتية في تغطية الحرب على غزة
يقول التقرير إن الأعمال الانتقامية ضد الصحافيين لا تضر بحريّة التعبير فحسب، بل يمكن أن تحفز أيضاً الرقابة الذاتية، إذ يخشى العاملون في مجال الإعلام التحدث علناً. ويوضح أنه "بينما استُخدم مفهوم الموضوعية لتعزيز الروايات السائدة باعتبارها طبيعية ومعقولة ومحايدة، فمن المرجح أن يُنظر إلى وجهات نظر المجموعات المهمشة على أنها هامشية أو متحيزة، وغالباً ما تفشل في نشر القصص التي تحاسب السلطة".
وقال رئيس النقابة، لاري غولدبيتر: "نشهد الآن كيف يمكن للبيئة القسرية والانتقامية داخل صناعة الإعلام أن تفسح المجال أمام القمع التعسفي والعنيف للصحافة، حتى في سياق الولايات المتحدة. لم يكن التضامن مع زملائنا الصحافيين الفلسطينيين الذين استهدفهم العنف الشديد لمجرد قيامهم بعملهم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى".
من جانبه، رحّب الاتحاد الدولي للصحافيين بالتقرير مديناً بشدة الأعمال الانتقامية الموجَّهة ضد الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام بسبب تغطيتهم للحرب في غزة. وطالب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين، أنتوني بيلانجر، بـ"السماح للصحافيين بممارسة عملهم من دون خوف من الانتقام أو الرقابة، خاصة عندما تكون تقاريرهم بمثابة مصدر معلومات حيوي للمجتمع العالمي"، كما دعا "أصحاب العمل في وسائل الإعلام إلى دعم استقلالية غرف الأخبار وحماية صحافييها".