تواجه المغنية لطيفة التونسية انتقادات عدة، بعدما دعت مواطنيها إلى المشاركة بكثافة في الاستشارة الوطنية الإلكترونية التي تنظمها الرئاسة التونسية، علماً أنها تثير مخاوف لدى منظمات حقوقية وناشطين في البلاد.
انطلقت الاستشارة الوطنية رسمياً في 15 يناير/كانون الثاني الماضي، ودعا ناشطون في البلاد إلى مقاطعتها، إذ رأوا فيها محاولة لإضفاء الشرعية على الخطوات التي قام بها الرئيس قيس سعيّد منذ يوليو/تموز الماضي، والتي وصفها معارضوها بأنها "انقلاب على الدستور".
ولم يشارك فيها إلى الآن إلا نحو 160 ألف شخص، علماً أن السلطات التونسية دعت إلى المشاركة بكثافة في هذه الاستشارة، في إطار خريطة الطريق التي وضعها سعيّد في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لمعرفة آراء التونسيين في مجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وستفضي إلى استفتاء شعبي مرتقب في 25 يوليو/تموز، تجري بمقتضاه تعديلات دستورية.
لطيفة، المقيمة في مصر، أطلت في فيديو نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الشباب والرياضة في تونس على "فيسبوك"، الثلاثاء. وطلبت من المتابعين المشاركة في الاستشارة، وقالت: "تونس عمرها لا تتطور إلا بأولادها، إلا بأفكارنا".
ويبدو أن السلطات التونسية تستعين بمشاهير في مجالات مختلفة لتشجيع المواطنين على المشاركة في الاستشارة، إذ نشرت الصفحة نفسها، في اليوم نفسه، فيديو ظهرت فيه الرباعة التونسية غفران بلخير تدعو فيه أيضاً إلى المشاركة.
ولاقت إطلالة لطيفة التونسية انتقادات من مدونين تونسيين، بينهم جلال بن بريك الذي وصفها الثلاثاء بـ"بوق الدعاية للنظام"، وكذلك الهادي ليمام.
في المقابل، احتفت الصفحات الداعمة للقرارات الاستثنائية للرئيس التونسي قيس سعيّد بفيديو لطيفة ونشرته، معتبرة ما أقدمت عليه عملاً وطنياً.
يذكر أن لطيفة التونسية كانت من المعارضين للثورة التونسية سنة 2011، ما عرّضها لموجة من النقد من قبل التونسيين والإعلاميين، واصفين إياها بفنانة السلطة القائمة. كذلك تعرضت سنة 2016 لحملة في تونس، بعد إعلان تبرعها لصندوق "تحيا مصر" الذي أطلقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلنت مساندتها لقرارات الرئيس التونسي الأخيرة، بعدما كانت قد التقته حين زار مصر عام 2021. وفي أغسطس/آب الماضي أطلقت أغنية "يحيا الشعب" الذي رأى كثيرون أنها تعبّر عن دعمها لقرارات سعيّد. ونشر التلفزيون الرسمي التونسي ومديرة الديوان الرئاسي حينها نادية عكاشة الأغنية على "فيسبوك".