أقدم الصحافي المصري في "الأهرام"، عماد الفقي، على الانتحار داخل مكتبه في الطابق الرابع من مبنى الصحيفة المطل على شارع الجلاء وسط القاهرة، وذلك بشنق نفسه فجر اليوم الخميس، ما أسفر عن فصل رأسه عن جسده، والعثور عليها بواسطة أحد العمال في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة المجاورة للمبنى.
وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" إن الفقي كان مسؤولاً عن الملف القضائي في قسم الأخبار في صحيفة الأهرام اليومية، وهو في الخمسينيات من العمر، وكان بشوشاً يحب المزاح، ويرتبط بعلاقات جيدة مع زملائه، غير أنه عانى من ضائقة مادية أخيراً، بسبب تراكم المسؤوليات المالية على كاهله بفعل التضخم، وزواجه من اثنتين.
وأضاف المصدر أن الواقعة حدثت في تمام الساعة الرابعة و50 دقيقة فجراً، وعثر العامل على رأس الصحافي مُلقاة قرب الكنيسة. وتبين لاحقاً أنه شنق نفسه بحبل في شباك مكتبه، وترتب على ذلك فصل جسده عن رأسه، ووقوعها على الأرض مع ثقل جسمه، في شارع ضيق بين مبنيي الصحيفة المجاورين لبعضهما.
وأمرت النيابة العامة بنقل الجثمان إلى مشرحة زينهم للعرض على مصلحة الطب الشرعي، واستدعاء بعض شهود العيان في مؤسسة الأهرام الصحافية، وتفريغ كاميرات المراقبة، مع أخذ أقوال زوجتَي الصحافي الراحل للسؤال عن حالته النفسية خلال الفترة الأخيرة، في إطار كشف ملابسات الحادث.
ووفقاً لتحريات الشرطة، أفاد شهود عيان بأنهم سمعوا صوتاً لارتطام جسم ثقيل بالأرض في الساعات الأولى من الصباح، ليكتشفوا رحيل زميلهم بتلك الطريقة، نافين وجود خلافات معلنة بينه وبين أحد من زملائه، أو مع رئيس تحريرها الصحافي المقرب من النظام الحاكم، علاء ثابت.
وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن الأرقام التي تعبر عن حجم ظاهرة الانتحار في مصر مرعبة، منوهةً إلى تصدرها قائمة البلدان العربية في معدلات الانتحار بإجمالي 3799 شخصاً عام 2016. وهو ما ردت عليه السلطات المصرية حينها بالقول إن هذه "شائعات تستهدف النيل من الاستقرار المجتمعي".
ويعاني المصريون من أوضاع اجتماعية واقتصادية شديدة الصعوبة، لا ينفصل عنها الصحافيون، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار السلع والمنتجات بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا، وقرار البنك المركزي خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار بنحو 18%، في وقت خسر فيه الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي نحو 3.9 مليارات دولار دفعة واحدة خلال مارس/آذار الماضي.