انتحرت الممثلة الفرنسية إيمانويل دوبوفر عن عمرٍ ناهز الستين عاماً، في السابع من ديسمبر/كانون الأول الحالي، بعد أن كانت أول سيدة توجه اتهاماً للنجم الشهير جيرار ديبارديو بالاعتداء عليها جنسياً، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام فرنسية.
ولعبت الراحلة دور لويسون في فيلم دانتون، للمخرج البولندي أندريه فايدا، عام 1982 بجانب ديبارديو، لكن مسيرتها الفنية لم تطل رغم بدايتها الواعدة، فابتعدت عن الأضواء بحلول عام 1989.
وكانت إيمانويل دوبوفر أول من اتهم ديبارديو بالاعتداء الجنسي في يونيو/حزيران 2019، حين نشرت عبر حسابها على "فيسبوك" صورة تجمعها به في موقع تصوير "دانتون"، الذي لعبت فيه دور لويزون، الزوجة الشابة لدانتون.
وكتبت أنّ الممثل "سمح لنفسه بالقيام بأشياء كثيرة خلال التصوير، واستمتع بالخصوصية التي تمنحه إياه العربة". أضافت: "لقد وضع مخلبه الكبير تحت تنورتي، لكي أشعر بالتحسن كما ادعى… لكنّني لم أسمح لنفسي بفعل ذلك". لكن لم يحظ إعلانها بالانتباه الإعلامي الذي حصلت عليه الاتهامات اللاحقة لديبارديو.
ووُجهت للممثل الفرنسي تهمة "الاغتصاب" و"الاعتداء الجنسي" لأوّل مرة في ديسمبر/كانون الأول 2020، بعد اتهامات من الممثلة شارلوت أرنو التي قالت إنها تعرضت للاغتصاب في أغسطس/آب 2018 مرتين من النجم الفرنسي في منزله الباريسي، حين كانت تبلغ 22 عاماً.
ولاحقاً في إبريل/نيسان الماضي، وجهت 13 امرأة اتهامات بالعنف الجنسي إلى الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، المتهم أصلاً بارتكاب عمليات اغتصاب، وفق مقال نشره موقع ميديابار الاستقصائي.
وفي مقال مطوّل أورد الموقع شهادات 13 امرأة زعمن أنهن "تعرضن لتصرفات أو تعليقات جنسية غير لائقة من الممثل الشهير، بدرجات مختلفة من الخطورة، في مواقع تصوير 11 فيلماً أو مسلسلاً عُرضت بين عامي 2004 و2022، أو في أماكن خارجية"، فضلاً عن إفادات من بعض الشهود.
ونقل عن النساء المذكورات قولهن إن جيرار ديبارديو "وضع يده في سراويلهن الداخلية، أو على الفخذين أو الأرداف أو الصدر، ووجه لهنّ ملاحظات جنسية فاحشة مع همهمات مستمرة في بعض الأحيان".
وبقي جيرار ديبارديو صامتاً حتى مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين نشر رسالة بأسلوبٍ أدبي في صحيفة لوفيغارو الفرنسية، دافع فيها عن نفسه، نافياً الاتهامات بشكل كامل.
وقال ديبارديو: "لم أعتدِ مطلقاً على أي امرأة"، مضيفاً: "لم يعد بإمكاني الموافقة على ما أسمعه، وما قرأته عن نفسي منذ عدة أشهر. لم يسبق لي أبدًا أن أسأت إلى امرأة. إن إيذاء امرأة أشبه بركل بطن أمي".
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، انتحرت دوبوفر في السابع من ديسمبر، بعد أن رمت نفسها في نهر السين، وهو اليوم نفسه الذي بثت فيه قناة فرنسا الثانية حلقة وثائقية عن قضية الاتهامات الجنسية لديبارديو بعنوان "سقوط الغول".