قد يحصل ذكاء ChatGPT الاصطناعي على نصيب الأسد من أضواء الشهرة، لكن ميرا موراتي هي النجمة الحقيقية لـ"أوبن إيه آي"، الشركة الأم لهذه التقنية.
وموراتي هي كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في "أوبن إيه آي"، مالكة أشهر ذكاء اصطناعي، والشركة الأكثر ابتكاراً في 2023 وفق تصنيف مجلة فاست كومباني.
ووُلدت موراتي في ألبانيا، وكانت خبيرة في شركة تسلا حيث قادت تطوير الطراز X، وتعمل مع "أوبن إيه آي" منذ 2018، حيث قادت المشروع الذي هز أركان وادي السيلكون.
وبدأ اهتمام موراتي بالذكاء الاصطناعي عام 2013، عندما انضمت إلى "تسلا". في ذلك الوقت، كانت الشركة تطلق إصدارات مبكرة من "أوتوبايلوت"، برنامجها لمساعدة السائق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، وعملت على روبوتات للذكاء الاصطناعي لمصانعها. دفع ذلك موراتي إلى التفكير في تطبيقات أخرى من العالم الحقيقي.
وانتقلت إلى شركة ليب موشن عام 2016 للعمل على نظام للواقع المعزز. وبصفتها نائبة الرئيس للمنتجات والهندسة، كانت تأمل في جعل التفاعل مع الكمبيوتر "أمراً بديهياً مثل اللعب بالكرة"، كما تقول لـ"فاست كومباني". لكنها سرعان ما أدركت أن التكنولوجيا القائمة على الواقع الافتراضي ليست جاهزة لجذب جمهور كبير.
حينها وصلت موراتي إلى استنتاج مفاده أن "التقدم الهائل في التكنولوجيا" يجب أن يلعب دوراً في حل أكبر تحديات العالم. أدى ذلك إلى انضمامها إلى "أوبن إيه آي" في 2018، وإشرافها على إطلاق روبوتي Dall-E وChatGPT.
وبينما احتفظت الشركات الأخرى بأبحاث الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في مختبراتها، اختارت "أوبن إيه آي" إتاحة منتجاتها قيد الاختبار، لأن موراتي شغوفة باختبار هذه المنتجات مع عامة الناس.
وقالت لـ"فاست كومباني": "يمكنك تحقيق تقدم تقني في فراغ من التواصل مع الآخرين في العالم الحقيقي، لكن السؤال هو: هل تسير في الاتجاه الصحيح بالفعل؟".
ورأت أن بناء الذكاء الاصطناعي العام داخل حدود المختبر يمكن أن يجعل الصدمة المجتمعية أكثر إزعاجاً عند ظهوره.
ويعد تعديل الذكاء الاصطناعي اللغوي، من خلال التعلم من ردود الفعل البشرية، طريقة أكثر فاعلية لمواجهة مشاكل الأداء، وطريقةً لإشراك الجمهور في النقاش.
وبعد شهرين فقط من إطلاقه، وصل ChatGPT إلى 100 مليون مستخدم شهري نشط، مما جعله التطبيق الاستهلاكي الأسرع نمواً في التاريخ.
وصرحت لمجلة "تايم": "هذه لحظة فريدة من نوعها حيث لدينا القدرة على تشكيل المجتمع. وهو تشكيل يسير في كلا الاتجاهين: التكنولوجيا تشكلنا ونحن نشكلها". وآضافت: "هناك أيضاً الكثير من الأسئلة حول التأثير المجتمعي، وهناك الكثير من الأسئلة الأخلاقية والفلسفية التي نحتاج إلى أخذها في الاعتبار. ومن المهم أن نشرك أصواتاً مختلفة، مثل الفلاسفة وعلماء الاجتماع والفنانين والأشخاص من ذوي العلوم الإنسانية".