امرأة تتّهم المغني آر كيلي باستغلالها جنسياً مئات المرات

19 اغسطس 2022
يقضي المغنّي حكماً بالسجن مدّة 30 عاماً (أنتونيو بيريز/ Getty)
+ الخط -

أعلنت امرأة أدلت بشهادتها في محاكمة المغنّي الأميركي آر كيلي في شيكاغو، أمس الخميس، أنّ المتّهم مارس معها الجنس مئات المرات قبل بلوغها سنّ الثامنة عشرة، بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس.

قالت المرأة إنّ كيلي استغلها جنسياً منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وذلك في أوّل شهادة في محاكمة المغنّي المعروف بتهمة إنتاج مواد إباحية لأطفال وعرقلة محاكمة.

كانت المرأة، التي تبلغ من العمر الآن 37 عاماً ويشار إليها خلال المحاكمة باسم مستعار هو جين، شخصيةً محوريّةً في مشاكل كيلي القانونية منذ أكثر من 20 عاماً. يقول المدّعون إنّ مقطع فيديو التقطه كيلي لنفسه وهو يمارس الجنس مع جين في وقتٍ ما من العام 2000، أدى إلى فتح التحقيقات الأولى بحق المغنّي.

وبحسب أسوشييتد برس، فقد تحدّثت جين بهدوء وتردّد في البداية، ووصفت نشأتها في عائلة موسيقية في إحدى ضواحي شيكاغو، وذكرت أنّها كانت تدرس في المنزل، لأنّها كانت في مجموعة موسيقية متنقلة انضمت إليها عندما كان عمرها حوالي 12 عاماً.

ومن بين أخطر التهم التي يواجهها الفائز بجائزة غرامي في المحاكمة الفيدرالية التآمر من أجل عرقلة العدالة، وذلك بعد اتهامه بتزوير محاكمة العام 2008 التي اتهم فيها باستغلال الأطفال في المواد الإباحية، بالاستناد إلى الفيديو الذي يظهر فيه وهو يمارس الجنس مع جين. يقول المدّعون إنّ كيلي دفع المال وهدّد جين ليضمن أنّها لن تدلي بشهادتها، وهو ما حدث بالفعل حيث برّئ المغني من التهم آنذاك.

كذلك، يخضع كيلي للمحاكمة بتهمة إنتاج مواد إباحية للأطفال وإغراء القاصرين لممارسة الجنس.

على عكس محاكمة العام 2008، تعاونت جين مع المدعين قبل المحاكمة الحالية، وهي اليوم شاهد محوري في القضية.

في حال أصدرت محكمة شيكاغو حكماً بإدانة كيلي، فإنّ عدّة عقود ستضاف إلى حكم السجن 30 عاماً، الذي سبق أن صدر بحقه في وقتٍ سابقٍ من هذا العام من قبل محكمة في نيويورك، بتهمة استغلال شهرته للاعتداء جنسياً على معجبيه الشباب. وقد شهد متهمون مختلفون في تلك المحاكمة.

قابلت جين كيلي لأوّل مرّة في أواخر التسعينيات عندما كانت في المدرسة الإعدادية. كانت قد انضمت إلى استوديو التسجيل الذي يملكه كيلي في شيكاغو مع عمّتها التي كانت تعمل معه مغنّية محترفة. بعد فترةٍ وجيزةٍ على ذلك الاجتماع، أخبرت جين والديها أنّ كيلي سيكون عرابها.

قال المدعون إنّ كيلي صوّر مقطع فيديو لجين في منزله في شيكاغو بين العامين 1998 و2000، عندما كان عمرها 13 سنة. يقول الادّعاء إنّ كيلي مارس الجنس مع الفتاة مئات المرات على مرّ السنين في منازله واستوديوهات التسجيل والحافلات السياحية.

أدرك كيلي، الذي خرج من حياة الفقر في ساوث سايد في شيكاغو ليصير مغنيّاً وكاتب أغان ومنتجاً مشهوراً، أنّ إدانته في العام 2008 ستنهي حياته التي يعرفها، وهو ما دفعه بحسب المدّعين للتآمر والتلاعب بالمحاكمة.

وبحسب الادعاء، طلب كيلي من جين ووالديها مغادرة شيكاغو، ودفع تكاليف سفرهم إلى جزر الباهاما وكانكون في المكسيك. بعد عودتهم، سعى كيلي إلى عزل جين ونقلها بين فنادق مختلفة.

وعندما استُدعيت أمام هيئة المحلفين للنظر في الفيديو، أنكرت جين وعائلتها أنّها من تظهر فيه.

بعد تبرئته في 13 يونيو/ حزيران من العام 2008 من جميع التهم المتعلقة باستغلال الأطفال لإنتاج مواد إباحية، تدفّقت الدموع على وجه مغنّي الراب، وقال بعض أعضاء هيئة المحلفين للصحافيين بعد المحاكمة إنّهم لم يقتنعوا بأنّ الفتاة في الفيديو هي نفس الفتاة التي حدّدها الادعاء العام.

في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عرضت عمة جين على والديها نسخةً من مقطع فيديو قالت إنّه يظهر ابنتهما وهي تمارس الجنس مع كيلي. عندما واجهوا كيلي بالأمر، أجابهم: "أنتم معي أم ضدي"، وهو ما اعتبره الوالدان بمثابة تهديد.

تأخّرت محاكمة كيلي، الذي ينفى ارتكاب أيّ مخالفة، لعقود، إذ لطالما تردّدت شكاوى وادعاءات مختلفة متعلقة بسلوكه الجنسي.

في الحقيقة، أخذ التدقيق حول المغنّي يتشدّد بعد حملة مي تو وبعد صدور الفيلم الوثائقي المكوّن من 6 أجزاء "سرفايفينغ آر. كيلي" في العام 2019.

كذلك، يواجه كيلي 4 تهم بإغراء 4 قاصرين لممارسة الجنس، ومن المتوقع أن يدلي هؤلاء بشهاداتهم أيضاً.

قال ممثلو الادعاء للمحلفين إنّ الأدلة تتضمّن ما لا يقل عن ثلاثة مقاطع فيديو تظهر كيلي يمارس الجنس مع فتيات قاصرات.

كذلك، تطاول الاتهامات اثنين من مساعدي كيلي، وهما ديريل مكدافيد وميلتون براون. يواجه الأوّل اتهاماً بمساعدة كيلي على التلاعب بمحاكمة العام 2008، بينما اتهم براون بتلقي مواد إباحية للأطفال. ونفى الرجلان الاتهامات الموجّهة إليهما.

وفي مطلع المحاكمة التي بدأت في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، رفض محامو كيلي والموظفان التهم الموجهة إلى موكّليهم، ودعوا هيئة المحلّفين إلى منح المغنّي محاكمة عادلة، وإلى تجاهل مناخ "عدالة الغوغاء" الذي يحيط بالقضية، بحسب تعبيرهم.

المساهمون