اليونان: الصحافة الاستقصائية تفضح برنامج تجسس

15 اغسطس 2022
نفى رئيس الوزراء اليوناني علمه بعملية التجسس (أنجيلوس تزورتزينيس/Getty)
+ الخط -

برزت الصحافة الاستقصائية كقوة خلال فضيحة اختراق الهواتف في اليونان، والتي هزت الحكومة التي تحاول "السيطرة" على المشهد الإعلامي، كما تنقل "فرانس برس" عن خبراء.

واندلعت قضية "بريداتورغيت" في نهاية يوليو/تموز، عندما أخبر زعيم الحزب الاشتراكي المعارض، نيكوس أندرولاكيس، الصحافيين عن محاولة مراقبة هاتفه المحمول عبر برنامج التجسس بريداتور، بعد أن قدم شكوى قانونية.

ويمكن لبرامج التجسس بريداتور اختراق هاتف الضحية والوصول إلى الرسائل والمحادثات.

وأقر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الأسبوع الماضي، بأن مراقبة المخابرات "غير مقبولة سياسياً"، مدعياً ​​أنه لم يتم إبلاغه.

وكان يتحدث بعد ثلاثة أيام من استقالة عضوين رئيسيين في حكومته بشأن هذه المسألة.

في وقت سابق من هذا العام، بدأ صحافيان يونانيان دعوى قضائية، قائلين إنهما وقعا فريسة لهجمات مماثلة على هواتفهما.

ولعبت التحقيقات التي استمرت شهوراً وأجرتها وسائل الإعلام الاستقصائية اليونانية دوراً مهماً في تسليط الضوء على اختراق الهواتف.

وبدأت إليزا تريانتافيلو، الصحافية في موقع إنسايد ستوري، التحقيق في القضية، في يناير/كانون الثاني، بعد نشر تقريرين يشيران إلى برنامج تجسس جديد يحمل اسم "بريداتور" وله عملاء وأهداف في اليونان.

وكتبت في مقال حديث: "مرّت هذه التقارير من دون أن يلاحظها أحد من قبل وسائل الإعلام اليونانية (الرئيسية) في ذلك الوقت، على الرغم من أنها كشفت أن الحكومة اليونانية ربما اشترت بريداتور".

في إبريل/نيسان الماضي، نشرت "إنسايد ستوري" "أول حالة مؤكدة لاستخدام "بريداتور" في 2021 ضد مواطن أوروبي"، وهو الصحافي اليوناني ثاناسيس كوكاكيس، المتخصص في تغطية قضايا الفساد.

وتبعه تحقيق من موقع ريبورترز يونايتد الإخباري الاستقصائي، كشف عن مراقبة هاتف الصحافي من قبل جهاز المخابرات اليوناني في 2020.

القصص التي نُشرت لأول مرة على الإنترنت من قبل الصحافيين الاستقصائيين تتصدر عناوين الصحف اليونانية الآن.

ويتسم المشهد الإعلامي في البلاد بتواطؤ مجموعات وسائل الإعلام التقليدية مع السلطات العامة، بما يتماشى مع المصالح السياسية والمالية، تقول "فرانس برس". 

ومنحت منظمة "مراسلون بلا حدود" اليونان أدنى مرتبة في حرية الصحافة في أوروبا.

وقالت "مراسلون بلا حدود" ومنظمة الاستجابة السريعة لحرية الإعلام غير الحكومية إن الحزب الحاكم "مهووس بالسيطرة على الخطاب" و"تقليل الأصوات الناقدة والمعارضة".

لكن المنابر الاستقصائية "أمل في حرية التعبير" في اليونان، بحسب عضوة البرلمان الأوروبي والوزيرة السابقة، كاترينا باتزيلي. وقالت: "لقد تحملت وسائل الإعلام المبتكرة هذه المخاطر وقامت بعمل غير عادي".

وشهدت وسائل الإعلام الاستقصائية اليونانية، بما في ذلك "إنسايد ستوري" و"سولومون" و"ريبورترز يونايتد" ارتفاعاً في السنوات الأخيرة، باستخدام الاشتراكات للترويج "للمعلومات المستقلة والتحليلية".

وقال المحلل الإعلامي جورج تزوغوبولوس، إنه مع انتشار المعلومات المضللة، "تتجرأ وسائل الإعلام الاستقصائية على السيطرة على القوة". وقال إن مواقع التحقيق لعبت "دوراً رئيسياً"، ودعا إلى دعمها من خلال التمويل الجماعي.

المساهمون