تحول موقع " تويتر" إلى حلبة نزال بين أطراف النزاع اليمني، وتحديداً بعد إعلان الولايات المتحدة يوم الجمعة عزمها على إلغاء تصنيف جماعة الحوثيين اليمنية منظمة إرهابية.
وكان وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، قد أدرج جماعة الحوثي في القائمة السوداء في 19 يناير/ كانون الثاني، قبل يوم واحد من تولي جو بايدن منصبه، رغم تحذيرات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة من أنها ستدفع الملايين في اليمن إلى مجاعة واسعة النطاق.
واستغل حينها آلاف اليمنيين المناهضين للحوثيين القرار الأميركي لتدشين حملات على "تويتر"، تستعرض وتوثق الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا منذ اجتياح صنعاء أواخر عام 2014.
وبعدما برزت تغريداتهم التي وصل عددها إلى 300 ألف عالمياً، كرروا حملتهم الجمعة تحت الوسم الإنكليزي #StopHouthiTerrorismInYemen (أوقفوا إرهاب الحوثيين في اليمن). ولم تحصد الحملة الجديدة الزخم الشعبي نفسه، إذ تجمدت عند 135 ألف تغريدة، بعد أكثر من 6 ساعات على انطلاقها، رغم انخراط مسؤولين وقيادات سياسية وإعلامية في دعمها.
وشارك فيها الصحافي سامي نعمان الذي كتب " كصحافي ومواطن غير حوثي تعرضت للاعتقال ونهب أجهزتي 5 مرات خلال 3 أشهر في صنعاء عام 2015. أوقفت مراراً في الشارع، وفُتشت هواتفي بحثاً عن تهمة ملفقة. عام 2017 حاصرت أطقم مليشيا الحوثي الارهابية منزلي وقريتي في تعز رغم أني كنت منقطع عن العمل حينها منذ أشهر".
وأضاف نعمان "تم اقتيادي إلى معتقل الصالح حيث أمضيت اسبوعين، وغادرت بوساطة محلية وخارجية، لكني غادرت إلى خارج مناطق سيطرة الحوثيين بعد أن أدركت يقيناً أن لا مكان لي ولا بقاء ولا إنسانية ولا أمل تحت سلطة الإرهاب الحوثي".
وخلافاً للحملة السابقة العفوية، بدت الحملة الجديدة ضد الحوثيين ممنهجة بعض الشيء، وخصوصاً بعد توزيع ما يُسمى "بنك التغريدات الجاهزة" الذي ضمّ 294 تغريدة بالإنكليزية.
وكانت جماعة الحوثيين أول من اتبع هذه الطريقة في توزيع "بنك تغريدات" لأنصارها في الحملة السابقة التي قام بها ناشطون موالون للجماعة في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، تحت وسم #DayofAction4Yemen ووصلت إلى 250 ألف تغريدة، رداً على الحملة المناهضة لها.
الحملات الحوثية المضادة تكررت أيضاً مساء الجمعة، تحت وسم #StopUSTerrorismOnYemen (أوقفوا الإرهاب الأميركي في اليمن) الذي وصلت تغريداته إلى 30 ألف فقط بعد 5 ساعات من إطلاقه.
ولا يقتصر التشويش الحوثي على الحملات الإلكترونية المضادة، إذ يتهمها ناشطون بشل حركة الإنترنت وقطعها عن بعض المدن الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، وبتهديد الناشطين الذين يضطر بعضهم إلى النشر بأسماء وهمية.
وكان لافتاً أن الحملة الأخيرة، سواء من جانب جماعة الحوثيين أو المناهضين لها، اعتمدت بدرجة رئيسية على اللغة الإنكليزية، في موقف يكشف حرص كل طرف على تعريف الرأي العام العالمي بحجم على الانتهاكات التي تعرض لها.
واعتبر الصحافي اليمني المقيم في هولندا، غمدان اليوسفي، أن لجوء اليمنيين إلى الحملات الإلكترونية "إدراك متأخر للعمل الإعلامي بلغات العالم التي يستوعبها". وقال اليوسفي الذي ينشط على "تويتر" ويحظى بمتابعة 198 ألف شخص، لـ"العربي الجديد"، إن مثل هذه الحملات "يمكنها فتح عيون المهتمين بالملف اليمني".