النقد الحاد لـ"جعفر العمدة" ممنوع في الصحف المصرية
حذف وتعديل مقالات هاجمت المسلسل.. النقد الحاد لـ"جعفر العمدة" ممنوع في الصحف المصرية
أكدت مصادر صحافية بمؤسسة الأهرام القاهرية لـ"العربي الجديد" حذف مقالات كاملة أو أجزاء من مقالات لعدد من الكتاب بصحيفة الأهرام، ورد فيها نقد حاد لمسلسل الممثل محمد رمضان الأخير "جعفر العمدة" المثير للجدل.
ويتناول المسلسل قصة بحث المرابي الثري، جعفر العمدة، عن ابنه المفقود طوال 27 حلقة، فيما الابن صديقه الفتى الموجود أمام عينيه معظم الحلقات، وتتخلل الأحداث صراعات بين أفراد أسرة جعفر وبعضهم البعض، وبينهم وبين أسرة حمادة فتح الله من جهة أخرى.
ويثني المقال المسموح بنشره في الأهرام للكاتب نبيل عمر على صناعة المسلسل بطريقة مفعمة بالإثارة، مع انتقاد مبطن لاهتراء أحداثه وعدم منطقيتها وحضها على ظواهر مضرة بالمجتمع المصري.
وقال مصدر بالمؤسسة، طلب عدم ذكر اسمه، أن مقالاً للكاتب أسامة سرايا مُنع نشره كاملاً لتناوله بالنقد "الحاد" المسلسل ومنتجيه، وهو ذات ما حدث مع الكاتبة أمل فوزي، بينما عدّل الكاتب نبيل عمر مقاله بتخفيف حدة الانتقادات للمسلسل من أجل أن يمرره للنشر.
وأوضح المصدر أن السبب في المنع يرجع إلى رغبة قيادات المؤسسات في عدم إغضاب الشركة المنتجة للمسلسل وهي "سعدي جوهر"، نظراً لأنها إحدى أكبر شركات الدعاية والإعلان بمصر، وتتلقى منها المؤسسة عقوداً إعلانية بملايين الجنيهات سنوياً.
وفسّر متابعون للشأن الصحافي المنع بأن وراءه تعليمات من قيادات المؤسسات بمنع انتقاد المسلسل بشكل حاد، والذين تلقوا بدورهم تعليمات عليا من قيادات الهيئات المنظمة للصحافة والإعلام بتجنب انتقاد المسلسل وصُنّاعه.
و"ضمنياً معروف أن تلك الهيئات تعمل وفق أوامر من أجهزة أمنية"، بحسب تقارير صحافية، فيما بات معروفاً في الأوساط الصحافية والإعلامية اسم "توجيهات السامسونغ" نسبة إلى جهاز محمول لأحد الضباط يرسل منه تعميماً يومياً للتعليمات عبر تطبيق "واتساب" بما هو مراد أو ممنوع نشره وبثه.
وأخطأت إحدى المذيعات وأفشت السر حينما اختتمت الخبر المرسل إليها بقولها "مرسل من جهاز سامسونغ".
وأسندت الحكومة أكثر من مهمة للشركة المنتجة للمسلسل لتنفيذها وتسويقها، ومنها نقل المومياوات الفرعونية الملكية في إبريل/نيسان من عام 2021.
وأنتجت "سعدي جوهر" مسلسلات عدة هذا العام أثارت جدلاً كبيراً منها مسلسل "علاقة مشروعة"، الذي أبرز قضية خيانة زوجة لزوجها، وصديق لصديقه، ومسلسل "تحت الوصاية" الذي أنتج تعاطفاً مع قضية نقل الولاية على أموال الأيتام للأم بديلاً للأعمام والأجداد.
ورغم ما يبدو من نفوذ للشركة المنتجة، إلا أنها اضطرت للرضوخ لقوى أخرى تبدو أكثر نفوذاً منها، ومنها المجلس القومي للمرأة، حيث تحدث مقربون من صناع مسلسل "جعفر العمدة" عن اضطرارهم لتغيير نهاية المسلسل لنقد تعدد الزوجات، بضغوط من المجلس، بعدما ظل المسلسل طوال معظم حلقاته يظهر بطله محمد رمضان، جامعاً لزوجاته الأربع تحت سقف واحد من دون أزمة.
