النظام السوري يعتقل ناشطاً موالياً بشبهة "وهن عزيمة الأمة"

04 نوفمبر 2023
وجهت لبشار نجلا تهماً بموجب قانون الجرائم الإلكترونية (إكس)
+ الخط -

اعتقلت أفرع النظام السوري الأمنية، أول من أمس الخميس، ناشطاً صحافياً من أبناء الساحل، عمل سابقاً لدى قناة الميادين الموالية، وذلك بسبب منشورات له على "فيسبوك" انتقد فيها الوضع الراهن في مناطق سيطرة النظام.

وقال الصحافي السوري كنان وقاف، عبر حسابه الشخصي في "فيسبوك"، إن "الناشط الإعلامي بشار نجلا، الذي عمل معداً لأحد البرامج في قناة الميادين، تم استدعاؤه ظهر يوم الخميس إلى إدارة مصفاة بانياس، ليتم اعتقاله من قبل دورية تابعة لفرع الأمن الجنائي"، مشيراً إلى أن نجلا ترك المجال الإعلامي بعد تعرضه لحادث تسبب بشلل في رجله اليسرى، وانتقل إلى العمل في مصفاة بانياس لتكرير النفط.

ووفقاً لوقاف الذي استند إلى مصادر في فرع الأمن الجنائي في طرطوس، فإن التهم الموجهة لنجلا تندرج تحت قانون الجرائم الإلكترونية، وهي "إهانة الرموز الوطنية وتناولها بكتابات مسيئة" و"المس والنيل من هيبة الدولة" و"وهن نفسية الأمة".

وكان آخر ما كتبه بشار نجلا على صفحته في "فيسبوك" قبل أربعة أيام، حين قال: "أنا ملتزم باعتزالي للكتابة السياسية، وهالمرة جد غير كل المرات السابقة. ما عندي أي شغف ولا أي اهتمام بأي قضية وشأن خارج دائرتي المحيطة فيني يلي ما (التي لا) بتتعدى زوجتي وأطفالي ومصلحتنا نحن الأربعة".

وأضاف: "بصراحة... ما في شي يستاهل القتال كرماله من وجهة نظري... القتال والنضال بده وقود، شيء حيوي يدفعه للمواصلة هالشيء هو الشغف، رح تضل تحاول وتناضل لحتى يجي يوم وتفقد هالشغف فجأة ويملأ قلبك الإحباط واليأس... ويا أصدقائي اليأس أكثر جدوى من الخوف. هنيئاً لكم... لقد انتصرتم، ونلتم مطلبكم، فأوقفوا ملاحقتكم".

وفي السياق، قال الصحافي هاني عزام، المقيم في محافظة السويداء جنوبي سورية، لـ"العربي الجديد"، إن "اعتقال بشار نجلا بتهمة وهن عزيمة الأمة ليس غريباً ولا جديداً، فالاعتقالات التعسفية تجري على قدم وساق لحاضنة النظام منذ ثلاثة أشهر، وبتعتيم كامل وخوف من الكلام والنشر عن أسماء المعتقلين".

وبيّن هاني عزام أن "اعتقال الناشطين والإعلاميين هو وسيلة النظام لترهيب الناس البسطاء وتكميم أفواههم، فهم الأكثرية المسحوقة التي لا حول ولا قوة لها سوى دعم النظام وتقديم الأبناء قرباناً له، وأي صوت نشاز يجب إخراسه فوراً"، مشدداً على أن "العاملين في الإعلام الرسمي والداعم للنظام غالباً ما يقعون في أزمة ضمير متأخرة ويدفعون ثمن مواقفهم".

دخل قانون الجرائم الإلكترونية حيز التنفيذ في مايو/ أيار 2022، ويتيح للنظام السوري لجم كل من ينتقده وحكومته على كافة المستويات، وتحديداً وسط الأزمة الاقتصادية الحادّة في البلاد.

المساهمون