النجوم العرب يديرون ظهورهم للفلسطينيين: المصالح فوق الاعتبارات كلها

11 مايو 2021
تجاهل لتحركات الفلسطينيين وتغليب المصالح التجارية الخاصة (Getty)
+ الخط -

أدار فنانون عرب وجوههم عما يصيب الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، وتحديداً قضية حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة التي وصل صداها إلى فنانين ونجوم أجانب استغلوا شهرتهم على منصات التواصل الاجتماعي للتضامن مع أهلها والإضاءة على بشاعة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

شركة "روتانا"، المملوكة لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، ونجومها تعاموا عما يحصل في المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح، واستثمروا منصاتهم في ليالي شهر رمضان للترويج لألبوماتهم الجديدة، فأعلنت عن طرح ألبومات خلال إجازة عيد الفطر لماجد المهندس وعاصي الحلاني وعامر زيان وعلي بن محمد وعبادي الجوهر، وطرح أغنيات منفردة لنوال الزغبي وجابر الكاسر وفدوى المالكي. كما استضافت "روتانا" سهرات رمضانية فنية لنجومها، آخرها مع سميرة سعيد ونجوى كرم، ولم يتطرق فيها أحد إلى ما يحدث في الشارع الفلسطيني.

وأعلنت عن 3 سهرات غنائية أيام عيد الفطر، ستبثها على الهواء مباشرة من مسرح "ميوزك هول" في دبي عبر تطبيق "شاهد VIP". يحييها بالتعاون مع "الهيئة العامة للترفيه" السعودية ثلاثة مطربين، هم: ماجد المهندس وراشد الماجد ومحمد عبده، ويقدمها الإعلامي اللبناني نيشان، في محاكاة للتجربة التي قدمها المغنون أنفسهم في عيد الأضحى الماضي من بيوتهم، وهو الحدث الذي يروج له الفنانون عبر منصاتهم الإعلامية، في الوقت الذي يغرق فيه الفلسطينيون بدمائهم، وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي أماكنهم المقدسة وتقصف بيوتهم من دون رحمة.

اللافت في حال النجوم المذكورين وغيرهم أنهم كانوا يتسابقون في سنوات مضت للغناء عن القضية الفلسطينية ولها، ومن يبحث في أرشيف ماجد المهندس وعاصي الحلاني ونجوى كرم وسميرة سعيد ومحمد عبده وراشد الماجد سيجد أغنيات تتغنى بفلسطين وقضيتها، لكن يبدو أن الزمن الذي نعيش فيه غير الزمن الأول، وأن ما كان يقال ويغنى سابقاً بات غير صالح الآن لأسباب، أو لنقل مصالح، لا يعرفها سوى الفنانين أنفسهم.

يقول الصحافي نادر سلمان إن المصالح تتغير بحسب الزمان والمكان، ويشرح: "سابقاً وأيام الانتفاضة الفلسطينية، لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي موجودة، وكان الفنانون يسعون جاهدين بكل الطرق إلى لفت الانتباه لوجودهم في كل حدث، فكانوا يستثمرون الخراب قبل الإعمار للترويج لصورتهم، فكان من الطبيعي أن يتسابقوا لتقديم الأغنيات التضامنية لجذب الانتباه إليهم بالدرجة الأولى، أما اليوم فمنصاتهم الإعلامية الافتراضية سهلت وجودهم بين الجمهور، وصار بإمكانهم متى أرادوا أن يظهروا وسط الناس، كما أن الأعمال الوطنية قد تتسبب لهم بمشكلات هم في غنى عنها، وإن سألهم أحد عن الأمر تحججوا بأنهم قدموا سابقاً أعمالاً تشفع لغيابهم".

وترى الكاتبة الصحافية رنا حداد أن زمن الغناء الوطني انتهى، وتقول إن "الناس لم يعودوا بحاجة للغناء. يحتاجون من يشعر معهم ومن يتبنى أوجاعهم، لذلك تجد الكثيرين مصدومين بمواقف نجومهم المفضلين، فحضور هؤلاء بشعبيتهم الطاغية عربياً وحتى عالمياً سيساعد على إيصال صوت الحق وصوت المظلومين إلى العالم، ولهذا السبب نعتب على سكوت فنانين مثقفين حتى الآن، مثل كاظم الساهر وماجدة الرومي وجمال سليمان ودريد لحام، وآخرين أصحاب شعبية عالمية، مثل عادل إمام وعمرو دياب ومحمد رمضان وحتى نجم كرة القدم محمد صلاح".

وتشير حداد إلى أن صفحات النجوم العرب كانت مشغولة طيلة أحداث حي الشيخ جراح بمتابعة الأعمال الرمضانية، والاستعدادات لعيد الفطر. وتضيف: "حتى التغريدات التي أطلقها بعض النجوم، مثل محمد هنيدي وإليسا، كانت خجولة، وشعرنا أنها تأتي من باب رفع العتب، فكيف لفنان صاحب قضية، كما يدعي، أن يواصل نشر النكات والرسوم الساخرة، مباشرة بعد أن ينشر تغريدة تدعم أهالي حي الشيخ جراح".

المساهمون