المومياوات المصرية تبوح بأسرارها في المتحف البريطاني

11 ابريل 2014
+ الخط -
 

قام المتحف البريطاني، أخيرا، باستخدام أحدث التقنيات العلمية لحل لغز المومياوات المصرية الموجودة فيه منذ القرن 18. فقد بات هذا القسم بالمتحف أحد أكثر الأقسام شعبية للزوار والباحثين في "عالم المصريات" الذي ظلّ غامضا لقرون عدّة.

من خلال الحفريات الإلكترونية، واستعمال أحدث التقنيات للرسم السطحي  بالأشعة فوق الصوتية المنفّذة بالكمبيوتر، صار بالإمكان الكشف عن وجوه بعض المومياوات للمرّة الأولى. كما قدّم المسح الضوئي المتقدم، المستخدَم في المعالجة، معلومات ثمينة عن كيفية التحنيط والدفن، أو حتَى أسباب الوفاة، من دون فتح التابوت.

هذا المسح أتاح فحص 8 مومياوات، وأنتج بيانات عالية الدقّة يمكن تحويلها إلى صور ثلاثية الأبعاد. ومن بين المومياوات الموجودة في المتحف البريطاني التي تم فحصها: "تاموت". وهي مغنية في  معبد، عاشت في العام 900 قبل الميلاد. كذلك مومياء أخرى تعود إلى 3 عقود بعد "تاموت"، وهي لرجل ذي مكانة كبيرة. ورغم ثرائه فإن سبب وفاته كان عدم اعتنائه بأسنانه، ما أدّى إلى تسمّم دمه بالقيح الصادر من خراج الأسنان. كما أنّه كان يعاني من رائحة فم كريهة!

ليس هذا فقط بل أظهر التحليل أن قدماء المصريين كانوا يتبعون نظاما غذائيا متنوعا يشمل الأسماك والقليل من اللحم، ويشربون الجعه، ويتناولون الخبز والفاكهه الغنيه بالسكر.

وكشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أنّ المومياوات نُقِلَت من قسم المصريات في المتحف إلى مستشفى برومبتون لمعرفة الأسرار التي تخبئها منذ عصر الفراعنة.

وقال جون تايلور، المنسق ورئيس قسم مصر القديمة والسودان في المتحف البريطاني: "نريد توضيح فكرة أنّ هذه ليست أشياء، بل بشر، ونريد تسليط الضوء على الجانب الانساني لدى هؤلاء الناس".

كما أجرى المتحف البريطاني أوّل تصوير بالأشعة فوق البنفسجية منذ سنة 1960. لكنّ نتائج الأبحاث تطوّرت بتطوّر التكنولوجيا .

يُذكَر أنّ المتحف البريطاني، الذي يعدّ واحدا من أهم المتاحف بالعالم، يضمّ مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المصرية القديمة، بينها 120 مومياء جيء بها إلى المتحف البريطاني منذ العام 1756. كما يتيح المتحف فرصة أمام الباحثين والزوّار لاستكشاف وجوه المومياوات ورؤيتها للمرّة الأولى، وذلك في معرض تحت عنوان: "حياة القدماء واكتشافات جديدة" الذي سيفتح أبوابه للجمهور في 22 مايو/ أيّار المقبل.

 

 

دلالات
المساهمون