أثار تصريح المغنية السورية، أصالة نصري، حول دور المملكة العربية السعودية في صناعة نجاحها، ردات فعل عنيفة، إذ اضطرت صاحبة "سامحتك" للرد، وتوضيح صورتها أمام الجمهور المصري.
درجت في السنوات الأخيرة هجرة بعض المغنين العرب من وطنهم الأم بسبب الأحداث السياسية والأمنية، وتحديداً من سورية بعد قيام الثورة السورية قبل 11عاما، ومن لبنان أيضا بعد تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية وانفجارها في أكتوبر/تشرين الأول 2019، ما دفع العديد من الفنانين إلى اتخاذ دبي مكانا للإقامة، وشراء بعضهم لما يعرف بالإقامة الذهبية، التي شجعتهم على نقل أموالهم إلى هناك، والتعامل مع المصارف الأجنبية لضمان حقوقهم المالية، خصوصا بعد أزمة المصارف في لبنان.
بعد نجاح حفلها في الرياض قبل أسبوعين، خرجت أصالة نصري بتصريح قالت فيه، إنها تدين بالفضل للمملكة، وهو ما أثار حالة من الغضب لدى الجمهور المصري، كونها لم تذكر اسم مصر، خاصة أنَّ بداية شهرتها بعد هجرتها من سورية، كانت من القاهرة. وكانت أصالة قد كتبت على صفحتها الخاصة على "إنستغرام" منشوراً قدمت فيه الشكر إلى أصدقائها وأسرتها والفرقة الموسيقية وهيئة الترفيه وأشخاص آخرين من السعودية، بعد الحفل التي وصفته بأنه كان من أحلام محطتها ومسيرتها الفنية.
دقائق قليلة، بعد النشر كانت كافية لشن هجوم على نصري من قبل المتابعين المصريين، إذ وصفوها بأنها ناكرة لفضل مصر عليها، وأن القاهرة هي من صنعت أصالة وأسهمت في نجاحها منذ بداياتها إلى اليوم، وطالبها آخرون بالبقاء في المملكة العربية السعودية والعيش هناك ما دامت فضلت "مبايعة" السعودية إلى هذا الحد.
أول من أمس فضلّت أصالة الرد من خلال برنامج "الحكاية" مع عمرو أديب، لتخرج من وسيلة سعودية أيضاً وتعتذر من المصريين وتقول "إن أولادها مصريين"، وإن لمصر فضلا عليها، وختمت مداخلتها بالغناء تحيةً لمصر.
وقبل أشهر لم يسلم المغني اللبناني راغب علامة من حملة أعقبت تصريحات أطلقها علامة من دبي، وذلك حول تفضيله لدولة الإمارات عن وطنه لبنان، وزاد في المحاباة، ما دفع اللبنانيين إلى الرد على علامة، والطلب منه البقاء في الإمارات. ودعا بعضهم إلى مقاطعة حفلاته، فيما قال آخرون إن راغب علامة يعمل جاهداً للحصول على الجنسية الإماراتية، وهذا ما يتطلب منه دائما "تبييض" صورته ووفائه لحكام الإمارات العربية المتحدة طلبا للجنسية ليس إلا.
شكل الانفتاح الخليجي وتحديدا السعودية على الفنون والحفلات والمهرجانات مساحة لاستثمار وعمل المغنين العرب في السنوات الأخيرة، وهو أمر يحملهم دائماً إلى الوقوع في فخ المبالغة من خلال ردات الفعل، وذلك بعد إحياء مهرجان أو تكريم عادي، ما يصل أحياناً إلى حدود المغالاة، تماما كما حصل مع أصالة نصري، وقبلها راغب علامة وماجد المهندس منذ سنوات. فبعد أن حصل الأخير على الجنسية السعودية، وما ترتب على ذلك من اتهامات من قبل مواطنيه العراقيين، واجهها صاحب "آخ قلبي" باللامبالاة، إذ أكمل طريقه من داخل المملكة بشكل عادي جداً، حتى أنه اعتمد في المشاركة مع المغنين السعوديين في اليوم الوطني السعودي.