المغرب يحارب التضليل والأخبار الكاذبة: دليل شامل وتدريب للمؤثرين

08 يونيو 2022
تفاقمت مشكلة الأخبار الزائفة وسط جائحة كوفيد-19 (Getty)
+ الخط -

 

ضمن جهود المملكة المغربية لمحاربة الأخبار الكاذبة، تتجه الرباط نحو تدريب المؤثرين على محاربة التضليل حول تراثها والترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما أصدرت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) دليلاً لمحاربة التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة.

كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد، أن وزارته ستقوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة بتنظيم يوم دراسي وتدريبي لفائدة ألف شاب وشابة في مختلف مناطق المغرب، يستهدف مجال التراث وتثمينه والترويج له أمام هذه الفئة النشيطة على مواقع التواصل الاجتماعي وتوعيتها بأهمية محاربة الأخبار الزائفة خاصة في المنصات الافتراضية.

وقال بنسعيد، في رد على سؤال برلماني حول "النهوض بالشأن الشبابي والثقافي في المملكة"، نشره موقع مجلس النواب المغربي الثلاثاء، إن الوزارة تستهدف خلق شراكات مع هذه المنصات الافتراضية من أجل محاربة الأخبار الزائفة عموماً، مشيراً إلى أن الإعلان عن ذلك سيتم قريباً. وأعلن المسؤول المغربي أنه سيعمل في هذه الأثناء على صياغة استراتيجية للتعريف بالتراث المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وضع خطة تواصلية تنخرط فيها الصحافة الوطنية والصحافيون المغاربة المشتغلون بالصحافة الدولية، و"المؤثرون والشبان والشابات المغاربة الذين سنقوم بتكوين (تدريب) ألف منهم سنوياً".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

مع توالي وقائع محاولة دول نسْبَ عدد من مكونات التراث الثقافي المغربي إليها، واستغلاله في مناسبات دولية وتعرضه للقرصنة، أطلق المغرب، في 18 إبريل/ نيسان الماضي، لأول مرة في تاريخ البلاد، علامة التميز "تراث المغرب"، بهدف "حماية التراث المغربي المادي وغير المادي من الاستعمال غير المشروع". ولفت بيان لوزارة الثقافة إلى أنه "سيستحدث لجنة استشارية تقوم بجرد لائحة التراث الذي سيحصل على علامة التميز، كما سيسمح للشركات المغربية والجمعيات وغيرها بمقاضاة كل من يستعمل تراث البلاد بطريقة غير مشروعة، وذلك في المحاكم الدولية المختصة".

أطلقت الوزارة بموازاة ذلك فعاليات "شهر التراث" الذي انطلق في 18 إبريل واستمر حتى 18 مايو/أيار الماضي.

من جانبها، أطلقت "الهاكا" دليلاً يحمل عنوان "دليل محاربة التضليل الإعلامي: مرجعيات وأدوات وممارسات"، وهو إصدار أعدته مجموعة العمل المعنية بموضوع "التقنين ووسائل الإعلام الرقمية" داخل الهيئة. يتطرق هذا الدليل في محاوره الأساسية إلى تفكيك الأخبار الزائفة والتدقيق فيها، ويأخذ القارئ في جولة داخل منظومة صناعة الأخبار الزائفة، مع الوقوف عند الإجراءات القانونية التي يعتمدها المغرب لمحاربة هذا النوع من الممارسات.

ويستحضر الدليل أمثلة مستوحاة من الواقع كالأخبار الزائفة التي انتشرت خلال جائحة كوفيد-19 في المغرب، أو بمناسبة الانتخابات التي جرت في المملكة في 8 سبتمبر/أيلول عام 2021. تعترف الهيئة بأن تدقيق الأخبار ليس العلاج السحري ضد الأخبار الزائفة والشائعات والمناورات ونظريات المؤامرة الأخرى، لكنها تؤكد أنه يظل الآلية الأكثر نجاعة للتأكد من صحة خبر ما فور انتشاره على شبكة الإنترنت. ولهذه الغاية، يقدم الدليل قوائم لتعلم كيفية تفكيك الخبر الزائف، ومعجماً موجزاً حول التضليل الإعلامي يساعد على الإلمام بما هو زائف، ويزود المواطن بالمهارات اللازمة للعثور على الخبر الخادع، وتمييز الصحيح من الخاطئ، واعتماد التدابير الاحترازية عند مواجهة الأخبار الزائفة.

المساهمون