المغاربة يناقشون لقاح كورونا… ودعوات للحذر والمسؤولية

10 نوفمبر 2020
يبدأ تلقيح المغاربة خلال أسابيع (فاضل سنة/Getty)
+ الخط -

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الساعات الأخيرة إلى ساحة نقاش حول لقاح كورونا، الذي أعلن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قرب انطلاق تعميمه في البلاد. 

وانقسم المعلقون بين محتفل ومشكك، بينما نبّه الكثيرون إلى ضرورة تحمّل المسؤولية في مناقشة الموضوع وحذّروا من الأخبار الكاذبة والتضليل

ووجّه العاهل المغربي، مساء أمس الإثنين، بإطلاق حملة تلقيح ضد "كوفيد-19" خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتزايد في الإصابات والوفيات والحالات الخطرة المسجلة في البلاد منذ شهر أغسطس/آب الماضي.

ووفق بيان صادر عن الديوان الملكي، فإن هذه العملية من المنتظر أن تغطي المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، حسب جدول لقاحي من حقنتين. 

وسوف تُعطى الأولوية للعاملين في الخطوط الأمامية، وخاصة العاملين في مجال الصحة، والسلطات الحكومية، وقوات الأمن، والعاملين بقطاع التعليم، والأشخاص المسنين، والفئات الأكثر هشاشة عند التعرّض للفيروس، وذلك قبل توسيع نطاق اللقاح على باقي سكان المملكة.

ونشرت الصحافية، فرح الباز، خبر إطلاق اللقاح معبرة عن ارتياحها وأملها، مع عبارة: "اللهم يسر".

لكن بدا عبد الله غير مصدق لخبر اللقاح، وكتب: "الصين ما زالت في المراحل السريرية الأخيرة لتجربة لقاح ضد كورونا، الولايات المتحدة تعلن أن اللقاح سيكون جاهزاً في شهر مارس، المغرب سيبدأ التلقيح خلال أسابيع قليلة. هذا ما يسمى الضحك على الدقون". 

ووصف محمد بن هدي اللقاح بأنه "مجازفة كبرى وغير مضمونة العواقب"، "المغرب يطلق عملية تلقيح واسعة ضد كورونا تحت ضغط الأعداد الكبيرة للمصابين بالعدوى". 

في المقابل، سخر مهدي مريد من التعليقات المشككة وكتب: "لا أستطيع أن أفهم. هل فعلاً تصدقون أن دولة كاملة سوف تضحي بالأمن والجيش والأطباء والأساتذة والمسنين بحقنهم بالسم؟ أقسم أن كورونا عرّت على الكثير من الأمراض النفسية في هذا البلد".

وتابع في منشور آخر: "لقد غرق الناس في نظرية المؤامرة حتى الأذنين، قريباً سوف يشككون في الماء الذي يشربونه"، "الدولة لا تريد قتلكم بل تريدكم أحياء حتى تدور عجلة الاقتصاد بكم. لماذا هذا الغباء يا مسلمين؟ هل سيقتل ملك شعبه؟ هل يأمر بلقاح من دون تشاور مع الأطباء أو معرفة مسبقة أو تجارب سريرية؟". 

وكتب الصحافي، يونس مسكين: "اللقاح هو الجواب العلمي الوحيد الممكن في مواجهة الجائحة التي نواجهها حالياً. ما مدى نجاعة اللقاح؟ لماذا اختيار هذا اللقاح بدل آخر؟ كيف ستتم عملية التلقيح واسعة النطاق؟ ما مدى شفافية ونزاهة العملية؟ هذه كلها أسئلة ممكنة، بل واجبة، في مثل هذا النقاش".

وأضاف: "لكن رجاءً لا تنحدروا بنا إلى مستويات هابطة من النقاش الشعبوي والعقيم، والتشكيك العدمي الذي لا يحقق أية فائدة".

وحذّر الصحافي رضوان الرمضاني من التضليل الذي يشوب السخرية: "يمكنكم السخرية من السياسيين والمسؤولين، سواء في المغرب أو الخارج، ويمكن الكتابة عن أي شيء من باب الترفيه، لكن عندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان (اللقاح مثلاً) على الإنسان التزام الحد الأدنى من المسؤولية".

وأوضح أن "ما يُنشر من باب الترفيه وقتل الوقت في "فيسبوك" يصدقه البعض ويعتبره معلومات حقيقية". 

وكتب في تدوينة أخرى مذكراً بأن اللقاح لا يعني التخلي منذ الآن عن إجراءات الوقاية: "احذروا عند سماعكم عن اللقاح أن تكثروا من التنقلات، دعونا نساعد ببعض الرزانة". 

المساهمون