المسلسلات العربية... الجغرافيا لم تعد مهمة

01 ديسمبر 2021
صُِّور مسلسل "لحم غزال" بطولة غادة عبد الرازق في بيروت (MBC)
+ الخط -

لم يُعرف بعد، ما إذا انتهت الأزمة بين القضاء المصري وشركة "سينرجي" المتمثلة بالمنتج تامر مرسي، في وقت تؤكد المعلومات أن مرسي لم يعد في منصبه، وأوكلت المهام إلى شركة إنتاج أخرى، ستعمل لاحقاً وفق الشروط نفسها التي فرضتها الإدارة القديمة.
في مايو/أيار الماضي، ضجت المواقع الفنية بخبر إقالة تامر مرسي من إدارة "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، التي تضع يدها على الإنتاجات الدرامية المصرية، بتهم تدور في فلك الهدر والفساد. ولفتت المواقع، إلى أنه تمّت إقالة المنتج المصري من المجموعة، وتمّ تشكيل لجنة للاطلاع على ملفات المجموعة التي يديرها مرسي، تحديداً شركة "سينرجي".
ماذا حول خريطة التعاون بين شركات الإنتاج العربية، وبين الشروط المفترض أن تُراعى لتنفيذ المسلسلات في القاهرة؟ الواضح أن معظم المنتجين العرب، أعرضوا عن عملهم في مصر، لأسباب كثيرة، منها ما فرضته حالة المنع في السنوات الأخيرة، من خلال الشروط التعجيزية التي وضعها مرسي لإتمام أي عمل أو شريك في الإنتاج المصري، واستعيض لهذا الغرض بانتقال شركات الإنتاج إلى بلدان أخرى، منها لبنان. وعلى الرغم من المعاناة الاقتصادية، تحولت بيروت إلى موقع متقدم لتنفيذ الأعمال المصرية.
تؤكد معلومات خاصة، أن شركات الإنتاج العربية لم يعد يهمها الحضور في مصر، والالتزام بشروط قاسية تفرض من قبل النظام المصري وشركات قطاع الإنتاج. كانت هذه الشركات قد نفذت مجموعة من الأعمال المصرية خارج القاهرة، ونجحت في ذلك. وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض الأعمال العربية المشتركة التي صُورت في بيروت وتركيا، ونجحت أيضاً، خصوصاً من خلال مشاركة المصريين، وهذا ما وفر على شركات الإنتاج عناء ارتفاع نسبة الميزانيات المالية، خصوصاً لجهة التعامل بالدولار، الذي يسجل ارتفاعاً كبيراً في بيروت.

والمعروف أن شركات الإنتاج اللبنانية تتعاون مع فريق العمل اللبناني حالياً بالعملة اللبنانية، وكذلك أعفيت الشركات من مصاريف الديكور الذي يبنى في القاهرة، في حين أن مواقع التصوير اللبنانية تُستأجر حتى يتم الانتهاء من التصوير.
لم تعلن شركة صادق الصباح عن إنتاجات مصرية للموسم المقبل، بعد تراجع نسبة المشاهدة لمسلسلات مصرية صورت في بيروت، وعرضت الموسم الماضي "لحم غزال" من إخراج محمد اسامة، و"ملوك الجدعنة" للمخرج أحمد موسى. وتتبنى شركة "إيغل فيلمز" أيضاً مجموعة من الأعمال العربية المصرية المشتركة، منها "هروب"، إخراج محمد جمعة. انتهى تصوير العمل في بيروت. وأمام الشركة مجموعة من السيناريوهات المصرية ستنفذ في بيروت قريباً.

لم يغب المنتج محمد مشيش عن هذا المشهد؛ إذ يبدو أنه حمل سيناريوهاته أيضاً إلى العاصمة اللبنانية، كما يدرس العمل في تركيا بعد نجاح المسلسل السوري "قيد مجهول" (إخراج السدير مسعود)، الذي صور في بيروت كاملاً.
هل خسرت القاهرة الإنتاج العربي؟ وهل يكتفي الإنتاج الدرامي المصري بالأعمال المحلية في مواجهة المنصّات وشركات الإنتاج الخليجية التي دخلت على الخط؟ سؤال يمكن أن تخرج إجابته مع العرض الرمضاني المقبل.

المساهمون