القطيعة مع الغرب كلّفت وكالة الفضاء الروسية نحو ملياري يورو

06 اغسطس 2024
وعد بوتين بمواصلة برنامج الفضاء على الرغم من العقوبات الغربية (غريغوري سيسوييف/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير العقوبات الغربية**: العقوبات الغربية بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في 2022 كلفت روسكوزموس 180 مليار روبل، وأدت إلى إنهاء شراكات مثل مهمة "إكسومارس" وتعليق إطلاق صواريخ سويوز من قاعدة كورو.

- **استراتيجية التعويض**: روسكوزموس تسعى للتعويض عبر أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، رغم المنافسة القوية، بهدف العودة إلى حجم الصادرات قبل العقوبات.

- **التحديات والوعود**: القطاع يعاني من مشاكل تمويل وفساد وإخفاقات تقنية، مثل فقدان "لونا-25". رغم ذلك، تعهد بوتين بمواصلة برنامج الفضاء، مستذكرًا إنجازات الاتحاد السوفييتي.

قدّر مسؤول كبير في وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) العجز المرتبط بالقطيعة بين بلاده والغرب بعد هجوم روسيا على أوكرانيا بنحو 180 مليار روبل (1.9 مليار يورو حاليا). ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن النائب الأول للمدير العام لـ"روسكوزموس" أندريه إلشانينوف قوله: "إن رفض دول (غربية) معادية العقود كلف روسكوزموس 180 مليار روبل".

وفي إطار العقوبات التي فرضت على موسكو بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أنهت الدول الغربية شراكتها مع "روسكوزموس" في قطاع الفضاء. فعلى سبيل المثال، أنهت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) بشكل نهائي تعاونها مع روسيا في مهمة استكشاف المريخ المشتركة "إكسومارس" ExoMars. من جانبها، علقت "روسكوزموس" إطلاق صواريخ سويوز الفضائية من قاعدة كورو الفضائية في غويانا الفرنسية.

وصرح إلشانينوف في مقابلة مع وكالة إنترفاكس قائلاً إن "روسكوزموس تعتزم تعويض النقص عبر التوجه إلى دول جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط". وأضاف: "أما بالنسبة للعودة إلى حجم الصادرات قبل العقوبات، فقد وضعنا لأنفسنا هذا الهدف"، واستدرك قائلاً: "لكنها مهمة طويلة الأجل، كما هي الحال في كل الأسواق الجديدة حيث المنافسة قوية، ولكن إذا تمكنّا من اختراقها بشكل صحيح، فإن الآفاق جيدة جدا".

لونا-25 مؤشر للفساد في "روسكوزموس"

يعاني قطاع الفضاء الروسي منذ سنوات بسبب مشاكل في التمويل وفضائح فساد وإخفاقات، مثل فقدان المسبار القمري لونا-25 في أغسطس/آب 2023. وسلط تحطم المسبار "لونا-25" على سطح القمر الضوء على المشكلات الذي يعاني منها قطاع الفضاء الروسي نتيجة تفشّي الفساد والافتقار إلى الابتكار والحرمان من الشراكات مع الغرب، وسط سباق دولي لغزو الفضاء.

وأعلنت وكالة الفضاء الروسية حينها، أنّ: "لونا-25" تحطّم على سطح القمر إثر حادث طرأ خلال مناورة تمهيدية لعملية هبوطه. وأعربت في بيانها عن أسفها لأنّ "الإجراءات التي اتُّخذت يومي 19 و20 أغسطس 2023 للبحث عن المسبار والاتصال به لم تسفر عن أي نتائج". وأضافت أنّه "وفقاً للنتائج الأوّلية" للتحقيق، فإنّ المسبار "لم يعد موجوداً بعدما اصطدم بسطح القمر".

ويأتي هذا الفشل في وقت تعهّد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة برنامج الفضاء الروسي، على الرّغم من مشاكل التمويل وفضائح الفساد التي يعاني منها، بالإضافة إلى العزلة التي تواجهها روسيا منذ غزوها أوكرانيا. ويأتي فشل المهمّة بعد تراكم المشكلات أمام قطاع الفضاء الروسي في السنوات الأخيرة، ما بين الفساد المعمم ومشكلات التمويل المزمنة ونقص الابتكار واستخدام تقنيات يعود تصميمها إلى الحقبة السوفييتية.

ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، تفاقمت المشكلات.

غير أنّ بوتين وعد بمواصلة برنامج الفضاء على الرغم من العقوبات الغربية، مستذكرًا أن الاتحاد السوفييتي أرسل أول رجل إلى الفضاء وسط تصاعد التوتر بين الشرق والغرب. والفشل في مهمة تحمل "الفخر الروسي" من شأنه تسليط الضوء على تراجع القدرات الفضائية لروسيا منذ أيام مجدها خلال المنافسة أثناء الحرب الباردة، عندما كانت موسكو أول من أطلق قمراً صناعياً يدور حول الأرض، وهو "سبوتنيك 1"، في العام 1957. كما أصبح رائد الفضاء السوفييتي يوري غاغارين أول رجل يسافر إلى الفضاء عام 1961. ولم تحاول روسيا القيام برحلة إلى القمر منذ مهمة "لونا-24" عام 1976، وقت حكم ليونيد بريجنيف.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون