لن تُنظَّم الدورة الجديدة لـ"مهرجان برلين السينمائي (برليناله)" في الموعد السنوي المعتاد (فبراير/ شباط). كورونا يزداد شراسة. التباعد الاجتماعي مطلوب، كما عروض الـ"أونلاين" والتواصل الافتراضيّ. مهرجانات عدّة تخضع لهذا، و"فينيسيا (لا موسترا)" يتمرّد فيُحقِّق دورته الـ77 بين 2 و12 سبتمبر/ أيلول 2020 (الموعد المحدَّد سابقاً)، مُلتزماً معايير السلامة الصحّية وشروطها. نجاحه يؤسِّس لخطواتٍ مشابهة. لكنّ وطأة كورونا، بموجته الثانية، تحول دون تكرار التجربة، خوفاً أو قلقاً أو تفادياً لكارثة، يُمكن تفاديها بالتزام الحذر.
"هناك حاجة كبيرة إلى لقاءات مباشرة. لكنّ الظرف الراهن لن يسمح بها في فبراير/ شباط (2021). في الوقت نفسه، مهمٌّ أنْ نُتيح للصناعة السينمائية سوقاً في الربع الأول من العام"، كما في قولٍ مشترك لكارلو شاتريان (المدير الفني) ومارييت ريسّنبك (المديرة التنفيذية). الاختيارات الرسمية للدورة الـ71، المُنقسمة إلى مرحلتين (أولى بين 1 و5 مارس/ آذار 2021، مخصّصة للصناعة والعروض والمسابقات، وثانية في يونيو/ حزيران المقبل، مفتوحة للجمهور)، تُعلَن في فبراير/ شباط المقبل: "التقسيم يسمح بالمحافظة على الركنين معاً: سوق الفيلم والمهرجان".
التحايل على كورونا مفروضٌ، فللمهرجان السينمائي حيوية يجب ألا تتعطّل. الوباء كارثة. موجته الثانية تزيد الرعب منه. اللقاحات جاهزة، لكنّ نتائجها على البشر تحتاج إلى وقتٍ، وانتشارها في دول مختلفة يحتاج إلى وقتٍ أطول. لذا، يبقى الـ"أونلاين" وسيلة أضمن لتنظيم الدورات حالياً، وللإبقاء على تواصلٍ بين صناعة السينما والعاملين فيها، وتحقيق الأفلام ومشاهديها.
هذا يُحقّقه "مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (إدفا)"، في دورته الـ33، المُقامة افتراضياً بين 18 نوفمبر/ تشرين الثاني و8 ديسمبر/ كانون الأول 2020. المهرجانان مهمّان، سينمائياً وثقافياً واقتصادياً. لكلّ منهما خصوصية، لكنّ المشترك بينهما كامنٌ في امتلاك كلّ واحد منهما صفةَ مرجعٍ سينمائي: "البرليناله" روائياً (مع ما لمهرجاني "كانّ" و"لا موسترا" من تأثيراتٍ مُشابهة لتأثيراته)، و"إدفا" وثائقياً، من دون تناسي أهمية مهرجانات وثائقية أخرى قليلة ("تسالونيكي" في اليونان).
لكنْ، إلى متى سيظلّ الافتراضيّ مُسيطراً على السينما؟