العزاء على مواقع التواصل والبحث عن المتابعين

02 سبتمبر 2022
رحل جورج الراسي قبل أسبوع إثر حادث سير (فيسبوك)
+ الخط -

لم تنته قصة مأساة عائلة المغني اللبناني جورج الراسي بعد. الشاب الأربعيني رحل فجر السبت الماضي بحادث سير مروع، وقع في منطقة الحدود اللبنانية السورية، برفقة مديرة أعماله، زينة المرعبي. ضاقت مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، بالفيديوهات التي نقلت مراسم دفن الراسي، وانتهاك خصوصية العائلة التي تعيش هول الصدمة.

الواضح أن عائلة الراسي المفجوعة، وشقيقته الممثلة نادين الراسي، يعيشان صدمة كبيرة. ظهر ذلك جلياً من خلال ردود فعلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل هواة بعض المواقع الإلكترونية. ومنذ اليوم الأول، بدأت نادين الراسي في كيل الاتهامات إلى وزير الأشغال العامة اللبناني، علي حمية، وشتمه بأنه وراء مقتل شقيقها أو التسبب بالحادث، بسبب الحاجز الإسمنتي الذي اصطدم به.
بعد ساعات، اعتذرت نادين الراسي من الوزير، وحملت مسؤولية ما جرى للمتعهد الذي أوكل بتنفيذ إعادة تأهيل الطريق منذ سنوات، وهو من أمر بوضع الحواجز الإسمنتية من دون إشارات، ومن دون إضاءة ليلاً، ما تسبب بعشرات من الحوادث التي أدّت، أيضاً، بحسب الراسي، إلى مصرع شخصين من قبل، وجاء دور شقيقها  فجر السبت الماضي.

لا يمكن لوم نادين الراسي على حزنها ولا على انفعالها تجاه المصاب، وفقدانها لشقيقها. لكن عمل وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل، سينقلب على نادين الراسي بالدرجة الأولى، ويوقعها في شرك من القضايا والقضايا المضادة، بتهم أقلها الافتراء ونشر معلومات غير دقيقة تتعلق بسير التحقيق، إلى جانب تُهم أخرى من قبيل القدح والذم والتشهير.

نجوم وفن
التحديثات الحية

كل ذلك الجدل، لا يعفي وسائل الإعلام من اختراق خصوصية العائلة، وإجبارها على التصريح بطريقة فيها من الحماس والاستفزاز من خلال الأسئلة، من دون مراعاة الظروف التي يعيشها الأهل.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي نددت بالفيديوهات التي انتشرت خلال وبعد التشييع. وطالبت الحاضرين بمراعاة خصوصية الأهل في مثل هذه الظروف أو المناسبات. في حين قال البعض إن ذلك لا يحصل إلا في بعض الدول العربية، ولا يمكن أن نرى صوراً لجثث أو ضحايا أو تشييع، ولا حتى نقلاً مباشراً على المحطات التلفزيونية، في بعض الدول الغربية. ويأتي تعليق الأهل في مثل هذه المناسبات مقتضباً، بعكس حجم الحادث، ودرجة الفقد.

في القاهرة الوضع مشابه. قبل أشهر، ندد عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بكيفية اختراق المصورين لتشييع أحد الفنانين وكيف لا يراعي هؤلاء حرمة الموت.

لا يتوانى هؤلاء الصحافيون والمصورون عن اللحاق بالفنانين لالتقاط الصور وأخذ التصاريح، في وقت لا يقوى فيه الفنان على الكلام. وطالب فنانون مصريون بضرورة تنظيم عمل المصورين، وكف الهواتف الخلوية القريبة عن التصوير المباشر الذي لا يراعي الخصوصية. هكذا، يمكن اختصار عمل بعض وسائل الإعلام في لبنان والعالم العربي، في السعي وراء سبق أو صورة، وحتى صراخ وبكاء ذوي الفقيد، بهدف نقلها إلى الفضاء المفتوح من خلال المواقع  التي تجيز لنفسها ذلك.

المساهمون