العراق: استعدنا 18 ألف قطعة أثرية مهربة ومسروقة خلال عام

04 ديسمبر 2022
دعا حسين فؤاد إلى ضرورة وضع آلية للحد من عمليات تدمير وتهريب الممتلكات الإنسانية (Getty)
+ الخط -

استرد العراق 18 ألف قطعة أثرية، منها ألواح طينية مسمارية أثرية كانت مهربة خارج البلاد في بلدان متفرقة، وهي "أكبر مجموعة" أثرية تُسترد لبلاد الرافدين، بحسب مسؤول في وزارة الثقافة، وقد هُرّبت وسُرقت خلال سنوات من جرّاء الحروب والأزمات والنبش خارج القانون خلال عام.

وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الأحد، أن بلاده استردت 18 ألف قطعة أثرية مهربة إلى بلدان أخرى، داعياً إلى ضرورة وضع آلية للحد من عمليات تخريب وتدمير وتهريب الممتلكات الإنسانية.

وقال حسين، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر "منتدى الحضارات العريقة" في العاصمة بغداد، بمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى ممثل للأمين العام للأمم المتحدة، إن "العراق تعرض في فترات زمنية مختلفة إلى سرقة ممنهجة، وتهريب لتراثه الثقافي الذي لا يمثل ملكاً خاصاً للعراق وحده، بل هو إثراء للإنسانية جمعاً".

وأضاف أن "العالم شاهد حجم التخريب الذي انتهجه تنظيم "داعش" في العراق، لذا بادرت الحكومة العراقية لإيقاف العمليات التخريبية، إذ انتهجت ثقافة الاسترداد التي أسفرت عنها إعادة 18 ألف قطعة أثرية تعود لحقب مختلفة عبر التعاون مع شركاء العراق وأصدقائه".

وأوضح الوزير العراقي: "إننا بحاجة إلى آلية مشتركة للحد من تهريب الممتلكات الثقافية، إذ تقع بلداننا ضحية لمثل هذه الأعمال غير القانونية، فكان للحكومة العراقية ومن خلال مجلس النواب العراقي الدور في تشريع العديد من القوانين لحماية الآثار والأبنية التراثية، باعتبارها موروثاً ثقافياً وصرحاً علمياً تمثل الهوية الحضارية للشعب".

وفي العام الماضي لوحده استعاد العراق ما يقرب من 18 ألف قطعة أثرية، غالبيتها العظمى (17,899 قطعة) أعيدت من الولايات المتحدة، فيما تواصل السلطات العراقية التواصل مع الدول التي وصلت إليها آثار حضارات بلاد الرافدين، من خلال التنسيق بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية، لاسترداد ما تبقى من آثار غالبيتها جرت سرقتها خلال الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

من جهته، قال المسؤول في دائرة هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة، حسن العبدلي، إن "العراق تمكن خلال الأعوام الخمسة الماضية من استرداد عشرات الآلاف من القطع الأثرية، وأن الوجبة الأخيرة تعد الكبرى، كونها زادت عن 18 ألف قطعة، تضمنت ألواحاً طينية وتماثيل ومنحوتات وأدوات وعدد قديمة".

وأكمل العبدلي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "معظم دول العالم متعاونة مع العراق في ملف استرداد الآثار المسروقة والمنهوبة"، مؤكداً أن "هناك سلسلة إجراءات ستتخذها وزارة الثقافة ضد العصابات التي تعمل على نبش بعض المناطق الأثرية، وذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن والوطني وشرطة الآثار، لأن ما يُهرب حالياً خارج العراق جرى العثور عليه خلال الفترات القريبة الماضية".

وتعرّضت المواقع الأثرية في عموم العراق لتدمير وسرقة وإهمال كبير، خلال الحروب التي مرت بالبلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في المرحلة التي أعقبت غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003.

وسُرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو الأميركي، كما دمّر تنظيم "داعش" الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في يونيو/ حزيران عام 2014 الكثير من المواقع الأثرية، غالبيتها شماليّ العراق. ويقول خبراء الآثار إن متشددي "داعش" دمروا قطع الآثار الكبيرة وسرقوا القطع الصغيرة للاتجار بها.

المساهمون