العراقيون ينقذون حفل كاظم الساهر في بيروت

18 يوليو 2022
من حفل الساهر قبل أيام في إسطنبول (فيسبوك)
+ الخط -

هل فشل حفل الفنان العراقي كاظم الساهر الأخير في بيروت؟ سؤال يُطرح، وخصوصاً أنّ صاحب "مدرسة الحب" لم يحقق الهدف المتوقع. ثلاث سنوات كانت الحد الفاصل للتغيير الذي طرأ على عالم الحفلات والفنون في لبنان. السبب لا يكمن بالطبع في جائحة فيروس كورونا، وتداعيات هذا الوباء على العالم، ومنه لبنان، ولا بسبب الأزمة الاقتصادية التي ما زالت تعصف بلبنان، بل برؤية اللبنانيين المغايرة للواقع.

يعيش لبنان عصر المتناقضات، بين سوء الحال الاقتصادي من جهة، وزحمة أماكن السهر الليليّة من جهة أخرى. ولا يمكن الجزم بأن مرتادي هذه الأماكن معظمهم من السائحين. على العكس، هناك المقيم أيضاً الذي يهرب إلى السهر، رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

الأسبوع الماضي، وقف الفنان العراقي كاظم الساهر في إسطنبول، وغنّى أمام الجاليات العربية الموجودة هناك. ليست هذه المرة الأولى التي يقيم فيها الساهر حفلاً في تركيا. عام 2019، أحيا الساهر أوّل حفل له هناك، وضجّت الصالة بمئات الحاضرين، لتفتح أمامه المهرجانات الفنية التركية أبوابها، ودعته هذه السنة مجدداً.

لكن الأمر يختلف في لبنان، ولعله سوء تقدير من المتعهد ميشال حايك الذي حاول أن يصور المشهد على مقاسه. اعتقد حايك أنّ لبنان، رغم كلّ معاناته، سيسجل انتصاراً آخر في مرور "القيصر" كـ"الفاتح" القادم إلى بيروت لإنعاش المشهد الفني. لكن لا يخفى على المتابع أنّ حايك درس جيداً من جهته وضع القادمين والزوار إلى لبنان، وأبرزهم العراقيون الذين باتوا يفضلون لبنان على أيّ بلد آخر. ولا تقتصر زيارات العراقيين على موسم الصيف فقط، بل هناك حركة شبه دائمة لهم في باقي أشهر السنة، فضلاً عن أنَّ فئة كبيرة من العراقيين يفضّلون الطبابة والدراسة في بيروت.

هكذا حزم حايك، بالاتفاق مع الساهر، قراره بشأن إقامة الحفل في لبنان. لكنّ الحفل لم يحظ بالمتابعة المتوقعة، وبدا حضور كاظم ليلة الجمعة بعيداً عن المدينة التي فتحت له أبواب النجاح والشهرة أوائل التسعينيات، فظهر وكأنّه يحيي حفلاً خاصاً مضمون الربح المالي (أسعار التذاكر بدأت بـ 250 دولاراً أميركياً، ووصلت إلى ألف دولار أميركي)، لكنّ كلّ ذلك لم ينفع، ما اضطر المتعهد إلى الاستعانة بالدعوات في اللحظات الأخيرة لملء الصالة، خصوصاً أنّ الحفل مصور، وسيُعرَض على إحدى الشاشات اللبنانية الراعية تجارياً.

خسر كاظم الساهر كثيراً في حفل بيروت، ولم يحقق أي تفاعل من طريق الصور والفيديوهات على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، كما كان يحصل أيام مهرجانات بيت الدين، أو مهرجانات طرابلس وجونية وجبيل. ولم يصل اسم القيصر إلى "ترند" أقله كما هو حال زملائه المغنين.

وتزامن حفل الساهر مع حفل للمغنية نجوى كرم في قبرص، لتحفل مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات عن حفل كرم. وتنشط صفحات المتابعين في إعادة نشر وتداول أخبار وأغاني صاحبة "أنا ما فيي"، وتقفز إلى المراتب الأولى في ترند على موقع تويتر، لمدة ثلاث ساعات.

يمكن القول إنّ حفل كاظم الساهر في بيروت نجح بفضل العراقيين الذين وصل بعضهم إلى المدينة لحضور الحفل فقط. فيما رسم اللبنانيون علامات استفهام كبيرة حول رؤية الساهر، وردد كثيرون جملة واحدة تقول: "كان على الساهر التنازل أو التقليل من أجره المادي ودعوة جمهوره اللبناني بأسعار تتناسب مع المرحلة".

المساهمون