العدوان على غزة: مؤثرون في فوهة الانتقادات

15 نوفمبر 2023
لم يتراجع اهتمام مواقع التواصل بالعدوان على غزة (Getty)
+ الخط -

مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الثاني، يقول المؤثرون وصنّاع المحتوى إن ضمائرهم تحثهم على النشر عن العدوان، لكن عندما يفعلون ذلك يعانون العواقب. في هذا السياق، نقلت شبكة NBC News عن مؤثرين أنهم فقدوا متابعيهم ودخلهم، وتلقوا الإهانات والانتقادات بسبب حديثهم عن العدوان على غزة.

وعادة ما يتراجع الاهتمام بالقضايا مع الأيام، وينتظر المؤثرون قليلاً صامتين حتى تمرّ العاصفة، لكن الاهتمام بالمنشورات المتعلقة بالعدوان ظلّ مرتفعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وتؤكد الإحصاءات أن المستخدمين واصلوا تحميل المحتوى الذي يستخدم وسوم #Israel و#Palestine ومشاهدته بوتيرة ثابتة على مدار الثلاثين يوماً الماضية. بدورها، قالت الفنانة الكوميدية، آبي غوفيندان (Abby Govindan)، التي يتابعها 178 ألف مستخدم على "إكس"، إنها فقدت المعلنين خلال الشهر الماضي بعد نشر آرائها المؤيدة لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت غوفيندان أن إدارتها أخبرتها بأن الرعاة لا يريدون العمل مع الأشخاص الذين يدلون بأي تصريحات حول الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، قالت غوفيندان، التي دعمت القضية الفلسطينية لسنوات، إنها شهدت دعماً للفلسطينيين عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى.
وتابعت أنه "بالنسبة لي، أن أكون على الجانب الصحيح من التاريخ هو أكثر أهمية بكثير من الحصول على بضعة آلاف من الدولارات الإضافية؛ لأن العلامة التجارية كانت تقول: أوه، إنها محايدة بما يكفي للعمل معها".
ونشر الفنان الكوميدي الفلسطيني الكندي، سعيد العواودة، الذي لديه أكثر من 360 ألف متابع على "إكس"، منشورات حول نشأته في الضفة الغربية، وعائلته في المنطقة، وشعوره بالحاجة إلى استخدام منصته للدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
كما نشر العواودة أيضاً لقطات شاشة من الرسائل في الخاص التي تلقاها وتتضمن ملاحظات مهينة وعنيفة تجاه الشعب الفلسطيني، وكذلك المسلمين والعرب.

في الجهة المقابلة، قال مؤثرون يهود لشبكة NBC News إنهم تلقوا رد فعل عنيفاً من المتابعين، بل ورأوا انخفاضاً في أعداد متابعيهم بعد النشر عن الأحداث. مات بيرنشتاين، وهو صانع محتوى يهودي لديه أكثر من 1.5 مليون متابع على "إنستغرام"، معتاد على النقد اللاذع على الإنترنت بسبب آرائه التقدمية، وصُدم من بعض الردود على منشوراته، وأبرزها تلك التي دعت إلى وقف إطلاق النار. ووصف مؤثرون ومنظمات يديرها يهود لها ملايين المتابعين برنشتاين بأنه لم يعد يهودياً أو أنه "يكره نفسه"، واتهموه بـ"التشهير الدموي".
تقول المؤثرة، مورغان راوم، التي يتابعها 150 ألف متابع على "إنستغرام"، إنها لا تعتقد أن الناس يجب أن يعتمدوا على مؤثري اللايف ستايل للحصول على أخبار أو معلومات حول الحرب. وتابعت: "أعتقد أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتوقعون أن يتحدث المبدعون والمؤثرون عن هذه القضايا، وهو أمر أعتقد بشكل عام أنه نوع من الحماقة". وأضافت: "الأشخاص الذين ينشرون عن الطعام والأزياء والجمال، لا أعتقد أن الناس يجب أن يعتمدوا على هؤلاء المؤثرين للحصول على معلوماتهم". لكن العواودة كتب في أحد المنشورات أنه لا يستمتع بالنشر عن الضحايا الفلسطينيين، لكنه يرفض "عدم استخدام أي منصة لجذب الانتباه إلى ما يمرون به". وعلى الرغم من الانتقادات التي تلقاها، وصف برنشتاين اضطراره للنشر قائلاً: "لا أعتقد أنه يتعين عليك النشر من أجل النشر فقط، لكنني كنت أشاهد الأمور تزداد سوءاً".

المساهمون