اعتبر نادي المراسلين الأجانب في الصين أنّ ظروف التغطية للصحافيين الذين غطّوا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، لم ترقَ إلى المعايير الدولية على الرغم من تأكيدات اللجنة الأولمبية الدولية.
وعبّر النادي عن "استيائه" من أنه في الوقت الذي تم فيه تركيز الاهتمام العالمي على الصين أكثر من أي وقت مضى، لا يزال المسؤولون الحكوميون والأولمبيون يفشلون في الحفاظ على قواعدهم الخاصة بشأن وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة. بدلاً من ذلك، "حدث تدخل حكومي بانتظام أثناء الألعاب"، داخل الملاعب وخارجها، عندما حاول الصحافيون إجراء مقابلات مع رياضيين وسكان محليين، وفق ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس الاثنين.
سلّط النادي الضوء على عمليات التصيد والإساءة الكبيرة عبر الإنترنت للصحافيين الذين قاموا بتغطية الأحداث الأولمبية والقصص ذات الصلة. وقال: في بيان له: "في بعض الحالات، تم تأجيج هذه الهجمات من خلال حسابات وسائل الإعلام الصينية الحكومية والدبلوماسيين الصينيين"، سارداً جانبًا ملحوظًا من حملات المضايقات والدعاية عبر الإنترنت التي تدعمها الدولة.
وأدرج النادي في بيانه عددًا من مزاعم الترهيب والعرقلة والمضايقة، بما في ذلك بعض المزاعم التي انتقدتها اللجنة الأولمبية الدولية ووصفتها بأنها "حوادث منعزلة".
وقال البيان: "بعد حدث تزلج أولمبي، منع مسؤول أولمبي في بكين مراسلًا أجنبيًا من إجراء مقابلة مع رياضي من هونغ كونغ في المنطقة المختلطة للألعاب، وهي مساحة يُفترض أنها تحكمها القواعد الأولمبية الدولية". وكانت الحادثة الأكثر وضوحاً إبعاد مراسل يعمل في الإذاعة الوطنية الهولندية NOS من أمام الكاميرا خلال بث تلفزيوني مباشر من قبل رجال أمن يرتدون ملابس مدنية، على الرغم من أنه كان يقف في مكان وجهته الشرطة إليه قبل دقائق فقط. خلال حفل الافتتاح، كان سجورد دن داس من NOS ينقل بثًا مباشرًا من خارج "الفقاعة الأولمبية" في بكين عندما أمسك به مسؤولون أمنيون وسحبوه بعيدًا.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إنه حدث "منعزل" لن يؤثر على تغطية وسائل الإعلام الأجنبية في الألعاب، لكن النادي قال إنّ المراسلين الأجانب كثيرًا ما يتعرضون للمضايقة أو التعامل بخشونة من قبل الأمن أو المسؤولين أثناء محاولتهم الإبلاغ من خارج أماكن الألعاب.
كما أفاد فريق "فرانس 24" بأنه تم تعيين "مرشد" لهم أثناء تقديم التقارير من خارج الفقاعة، والذي كان يُبلغ في حال كانت مقابلاتهم "انحرفت" عن الرواية الرسمية.
وقال النادي إنه يشعر بخيبة أمل لأنّ الصين قد شددت الشروط للصحافة، "على عكس الروح الأولمبية". وحثّ السلطات الصينية على "التمسك بقواعدها المعلنة بشأن الصحافة الأجنبية المعتمدة في الصين: أي السماح للصحافيين بالحجز وإجراء المقابلات الخاصة بهم دون تهديد بتدخل الدولة والتغطية بحرية في الأماكن العامة".
ونفت اللجنة المنظمة في بكين الاتهامات وقالت إنها "لم تعترف أبدًا" بنادي المراسلين الأجانب، لكنها قالت إنها "ضمنت حرية الإبلاغ" من قبل وسائل الإعلام الدولية عن الألعاب وفقًا "للسياسات الصينية ذات الصلة". كان الوعد بشرط أن يلتزم الصحافيون بـ "القوانين واللوائح الصينية ذات الصلة وسياسات مكافحة الوباء".