- الإجراء يقيد الوصول إلى تطبيقات المراسلة العالمية، مما يعزز الرقابة الصينية على الإنترنت ويحد من قدرة المستخدمين على نشر محتوى معارض أو تنظيم تحركات اجتماعية، مع الإشارة إلى استخدام VPN للوصول.
- آبل تمتثل للقوانين الصينية بحذف التطبيقات، في ظل قواعد جديدة تطالب بتسجيل التطبيقات لدى الجهات التنظيمية، مما يشير إلى تزايد الرقابة والقيود على الإنترنت في الصين، بما في ذلك حظر أكثر من 14 ألف تطبيق.
أمرت الحكومة الصينية شركة آبل بإزالة عددٍ من أكثر تطبيقات المراسلة شعبية حول العالم من متجر التطبيقات المحلي، في أحدث إجراء رقابي تتّخذه السلطات على استخدام الإنترنت، بحسب صحيفة ذا وول ستريت جورنال.
وحجبت "آبل"، الجمعة، تطبيقات واتساب وثريدز (مملوكان لشركة ميتا)، وسيغنال وتليغرام ولاين من متجرها الصيني، مشيرةً إلى أنّ ذلك كان استجابة لأوامر حكومية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، من دون تحديدها. وقال متحدث باسم الشركة في بيان: "نحن ملزمون باتباع القوانين في البلدان التي نعمل فيها، حتى عندما لا نكون موافقين عليها".
وفي الوقت الذي تضم فيه تطبيقات المراسلة هذه أكثر من ثلاثة مليارات مستخدم على مستوى العالم، إلّا أن الوصول إليها في الصين غير ممكن إلّا باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)، إذ تنظر السلطات المحلية بحذر، خوفاً من إمكانية استخدامها من قبل الصينيين لنشر محتوى معارض للحكومة أو لتنظيم تحركات ومظاهرات اجتماعية.
وبحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع، طلبت إدارة الفضاء السيبراني الصينية من شركة آبل إزالة "واتساب" و"ثريدز" من متجر التطبيقات لأنهما يحتويان على تعليقات إشكالية حول الرئيس الصيني شي جين بينغ، فيما نفى متحدث باسم الشركة أنّ يكون ذلك هو السبب. أدّى الحجب الجديد إلى تقليص عدد تطبيقات المراسلة التي يمكن للمستخدمين الصينيين استعمالها للتواصل مع من هم خارج البلاد، وهو ما يعزّز القيود المفروضة على الإنترنت في البلاد.
وحمّلت تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وإكس ويوتيوب وواتساب أكثر من 170 مليون مرة من متجر آبل طوال العقد الماضي، بحسب تقديرات شركة سنسر تاور، ولعب تطبيق إكس دوراً رئيسياً في نشر الأخبار ومقاطع الفيديو التي تصوّر الاحتجاجات ضد قواعد كوفيد في الصين، والتي اندلعت في أواخر عام 2022.
واضطرت "آبل" إلى حذف العديد من التطبيقات الأجنبية والمحلية في الصين، بعد صدور مرسوم حكومي العام الماضي يطالب مطوري تطبيقات الهواتف بتسجيلها لدى الجهات التنظيمية بحلول مارس/ آذار المقبل. قالت الحكومة الصينية إن التطبيقات التي لم تسجّل ستزال من متاجر التطبيقات، بوصفها غير آمنة للاستخدام.
وكان موظفون من الشركة قد التقوا بمسؤولين حكوميين صينيين، ليعربوا عن قلقهم من كيفية تنفيذ القواعد الجديدة وتأثيرها على المستخدمين، لكنها امتثلت لها في نهاية الأمر للرقابة الصينية المتزايدة، خاصةً أنّها كانت أكبر صانع للهواتف الذكية في الصين العام الماضي، مستحوذةً على 17% من السوق.
ولا تستهدف القواعد الجديدة شركة آبل بشكل خاص، إذ حظرت الحكومة الصينية حتى اليوم أكثر من 14 ألف تطبيق في البلاد، بعضها تستعمل للتحايل على الرقابة على الإنترنت، إضافةً إلى تطبيقات المراسلة وحتى ألعاب فيديو.