الشرطة الصومالية تعتدي على صحافيين في كحدا... والنقابة تشجب

17 فبراير 2022
صادرت الشرطة الصومالية معدات الصحافيين وكبلتهم (حسن علي علمي/فرانس برس)
+ الخط -

تعرض عدد من الصحافيين في الصومال، أمس الأربعاء، لاعتداء جسدي أثناء تغطيتهم في منطقة كحدا التي شهدت هجمات انتحارية من قبل عناصر "حركة الشباب" المرتبطة بـ"القاعدة" فجراً، حيث صادرت الشرطة الصومالية معداتهم وكبلتهم وألقت بهم على الأرض.

ويقول أبوكر محي الدين، المصور الصحافي الذي كان يغطي هذا الحدث، صباح أمس، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ إمكانية التصوير في موقع الهجوم في منطقة كحدا "كانت صعبة للغاية، وكانت الإدارة المحلية غير راضية عن قيامنا بالتصوير، وبعد وقت طويل سمحت لنا بتصوير المكان".

ويشير أبوكر إلى أنّ الشرطة المحلية عادت إلى منطقة الهجوم، ومنعت الصحافيين من التصوير، وألقت القبض على عدد منهم ثم شرعت في الاعتداء عليهم، "وهذا ما دفعنا للهرب من منطقة التصوير".

ومن جهته، يقول أويس محمود، الصحافي في قناة محلية لوسائل الإعلام المحلية: "بعد انتهاء التصوير وإجراء مقابلات مع شهود عيان، وصلت فرقة عسكرية جديدة، وبدأت تطلق الرصاص عشوائياً، وتصوب الرصاص ضدنا بشكل مباشر، وقررنا عدم مواصلة الهرب، إلا أن الشرطي الذي كان يصوب الرصاص ضدنا، بدأ يضربنا، كما أن قائد الفرقة أمر بضربنا بالعصي وتقييدنا ووضعنا تحت حر الشمس".

ويشير أويس محمود إلى أن "الشرطة التي كان من المفترض أن توفر لنا الأمان هي التي اعتدت علينا، واحتجزتنا لمدة أربع ساعات، وهذا تعدٍ لا يمكن تصوره. نطالب الحكومة الصومالية بمحاسبة الشرطة التي اعتدت علينا".

ودانت نقابات الصحافيين الصوماليين هذا الاعتداء ضد وسائل الإعلام في مقديشو. وقالت، في بيان صحافي لها، أمس الأربعاء، إنها تستنكر بشدة "الاعتداء الوحشي على الصحافيين، والذي تمثل في تخويفهم وتهديدهم وإهانتهم. وكان أربعة إعلاميين يعملون في أربع محطات إعلامية محلية واجهوا يوماً صعباً".

وأشار البيان إلى أنّ الإعلاميين كانوا يؤدون واجباتهم الصحافية في تغطية الهجمات التي شهدتها منطقة كحدا، فجر الأربعاء. ودعت نقابة الصحافيين جهاز الشرطة إلى محاسبة أفرادها الذين اعتدوا على المصورين والمراسلين.

وقال نقيب الصحافيين، عبدالله مومن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداء من قبل الشرطة، تم الإفراج عنهم مساء الأربعاء بعدما واجهوا تعديات جسدية، وهو ما يخالف قوانين حقوق الإنسان، ونطالب بمحاسبة تلك الشرطة من قبل الحكومة الفيدرالية".

الصحافيون الذين تعرضوا للاعتداء من قبل الشرطة، تم الإفراج عنهم مساء الأربعاء

ويشير مومن إلى أنّ "مسلسل استهداف الصحافيين ما زال مستمراً مع حلول هذا العام الجديد"، معرباً عن بالغ قلقه تجاه استمرار هذه الاعتداءات وإفلات الجناة من العقاب، موضحاً أنّ تلك التعديات تتزامن في ظل وعود غربية بمعاقبة المعتدين على الصحافيين، وإدراجهم في قائمة الشخصيات المفروضة على العقوبات الدولية.

وفي تصريح لمتحدث باسم الشرطة الصومالية عبدالفتاح عربي، لوسائل الإعلام المحلية، قال "إن جهاز الشرطة يقدم اعتذاره للصحافيين في الصومال، بشأن ما بدر من أفراد الشرطة من تجاوزات صباح الأربعاء واعتدائهم على الإعلاميين أثناء تغطيتهم لأحداث منطقة كحدا".

وأشار عبدالفتاح عربي إلى أنّ "قائد الشرطة الصومالية يستنكر استهداف الصحافيين من قبل الشرطة، وأمر باعتقال الوحدة العسكرية وقائدها رداً على استهدافهم الصحافيين، وأن ما حدث في منطقة كحدا أمر غير مقبول، وأن الصحافة الصومالية متعاونة مع جهاز الشرطة".

وأوضح عبدالفتاح أن "الإعلاميين في الصومال يعملون في ظروف صعبة، من أجل الحصول على الأخبار الدقيقة، وأن الشرطة الصومالية تحقق في ما حدث في منطقة كحدا لمنع تكرار تلك الأحداث. ونأمل أن يستمر التعاون بين الجانبين، وعدم منع الصحافيين من تغطية مناطق الأحداث في مقديشو".

وعادة يهرع الصحافيون في العاصمة مقديشو إلى مناطق الأحداث الأمنية أو الشوارع التي تهزها التفجيرات الانتحارية، ما يعرض حياة كثير منهم للخطر، من خلال استهدافهم من قبل الشرطة الصومالية أو إمكانية حدوث تفجير انتحاري ثان في مواقع الهجمات.

وشهدت منطقة كحدا، فجر الأربعاء، هجمات انتحارية بدأت بسيارة مفخخة ارتطمت عند المدخل الأمامي لمركز الشرطة في المنطقة، مما أدى إلى دمار لحق بمبنى ومركز منطقة كحدا، وأدى لمقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين بجروح.

المساهمون