قررت السلطات الجزائرية وقف بث قناة تلفزيونية مستقلة على خلفية طريقة معالجتها لمقتل الشاب، جمال إسماعيل، في منطقة القبائل شرقي الجزائر.
وأعلنت وزارة الاتصال، في بيان، أنه تقرر "الغلق النهائي للقناة التلفزيونية "لينا" المستقلة، استجابة لطلب سلطة السمعي البصري.
وأكدت أن القناة "لم تستفد إلى يومنا هذا من الترخيص المسبق لمزاولة نشاطها السمعي البصري في الجزائر، وهو ما يصعب نشاطها "خارج الأطر القانونية المعتمدة ما يقتضي الغلق النهائي والفوري لهذه القناة".
ودعت الوزارة السلطات المعنية إلى تنفيذ قراري سلطة الضبط السمعي البصري ووزارة الاتصال.
وكانت الأخيرة قد وجهت تحذيراً سابقاً لنفس القناة قبل أشهر، بسبب إثارتها موضوع التطبيع بالغ الحساسية في الجزائر.
وتبدي السلطات الجزائرية في الفترة الأخيرة تشدداً كبيراً إزاء وسائل الإعلام ومضامينها وتفرض رقابة مشددة على طرق معالجة القنوات والصحف والمواقع للأحداث والقضايا الراهنة.
وفي وقت سابق من اليوم، كانت سلطة ضبط السمعي البصري قد طلبت من وزارة الاتصال غلق القناة بعد التحذير الذي كانت قد وجهته لها سابقاً ودعتها فيه إلى احترام المبادئ المهنية المعمول بها في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشارت إلى أنه "رغم تأكيد السلطة على وجوب احترام هذه القناة للمبادئ المهنية المعمول بها، إلا أن السلطة تسجل مرة أخرى سقطات مهنية خطيرة تقترفها القناة قد تؤدي إلى تأجيج الوضع في مثل هذه الظروف الحساسة".
وأضافت أن "هذه القناة التي تمعن في التعدي على القواعد المطبقة على النشاط السمعي البصري وتساهم في بث الخطاب التحريضي والتضليلي للرأي العام، سواء بطريقة مباشرة أو بأسلوب إيحائي، تعدها السلطة خطراً على الوحدة الوطنية، خاصة وأن الأمة تمر بوضع استثنائي لا يسمح بمثل هذه الانزلاقات التي يمكن أن تأخذ أبعاداً أخرى وتأويلات لا تخدم سوى مآرب مجموعات مصلحية وأجندات مشبوهة".
وأكد نفس المصدر أنه "أمام هذه الخروقات والتجاوزات المهنية، فإن سلطة ضبط السمعي البصري تطلب من وزارة الاتصال اتخاذ الإجراءات اللازمة بالغلق النهائي والفوري لهذه القناة وتدعو منتسبي الإعلام الثقيل إلى الالتزام الدائم بالموضوعية في الطرح وإلى ترقية مضامين ومحتويات البرامج المختلفة واحترام مقتضيات خدمة الاتصال السمعي البصري".