السجن 6 سنوات لفنانتين روسيتين بسبب مسرحية

09 يوليو 2024
يفغينيا بيركوفيتش (يمين) وسفيتلانا بيتريتشوك (يسار)، 8 يوليو (ألكسندر نيمينوف/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حُكم على الفنانتين الروسيتين إيفغينيا بيركوفيتش وسفيتلانا بيتريتشوك بالسجن ست سنوات بتهمة "تبرير الإرهاب" في مسرحية عُرضت عام 2020، رغم تأكيدهما على براءتهما.
- المسرحية تتناول قصة روسيات يتزوجن عبر الإنترنت من عناصر داعش، ويعتقد المدافعون عنهما أن معارضتهما لحرب أوكرانيا هي السبب الحقيقي للمحاكمة.
- شهدت روسيا مغادرة العديد من المخرجين وإلغاء عشرات المسرحيات، مما يعكس القمع المتزايد ضد الفن والفنانين في البلاد.

حكم على فنانتي المسرح الروسيتين الشهيرتين إيفغينيا بيركوفيتش وسفيتلانا بيتريتشوك، الاثنين، بالسجن ست سنوات بسبب مسرحية، في مثال جديد على القمع المتزايد الذي تمارسه السلطات في روسيا.

وأتى قرار القاضي الروسي الذي نطق بالحكم، نزولاً عند طلب النيابة العامة الخميس الفائت. واتُهمت المخرجة إيفغينيا بيركوفيتش (39 عاماً) والكاتبة المسرحية سفيتلانا بيتريتشوك (44 عاماً)، المسجونتان منذ مايو/ أيار 2023 واللتان تحظيان بشهرة كبيرة في المجال المسرحي الروسي، بـ"تبرير الإرهاب" في مسرحية عُرضت عام 2020.

يتعلق الاتهام بعرض مسرحي أُنتج عام 2020، يروي قصة روسيات يتزوجن عبر الإنترنت عناصر من تنظيم داعش ثم يلتحقن بهم في سورية. ومع ذلك، اعتُبرت هذه المسرحية إدانة لـ"الإرهاب"، ورأى من يدافعون عنها أن معارضة إيفغينيا بيركوفيتش لحرب أوكرانيا هي السبب الحقيقي لمشاكلها. ورأت الناقدة إيرينا كوزمينا أن محاكمة الفنانتين تهدف إلى أن تكونا "أمثولة للآخرين"، وتشكّل بالتالي تحذيراً للفنانين، إذ "للمرة الأولى" يكون عمل فني هو السبب الرسمي لسجن فنانين.

ودأبت الفنانتان على تأكيد براءتهما. وقالت سفيتلانا بيتريتشوك أمام المحكمة في مايو الفائت: "في هذه القاعة، لا يوجد أي مبرر للإرهاب"، مشيرةً إلى أنّ هدفها هو عكس ذلك ويتمثل في "جذب الانتباه وتسليط الضوء على هذه المشكلة".

وصرحت كسينيا كاربينسكايا، محامية بيركوفيتش، لدى مغادرتها المحكمة: "جرت اليوم محاكمة غير قانونية وغير عادلة، واكتسب القاضي سمعة البطل. هاتان المرأتان بريئتان تماماً".

نجوم وفن
التحديثات الحية

وأفادت المجلة الإلكترونية المتخصصة تياتر التي حُظرت نسختها الورقية بأن 30 مخرجاً على الأقل، من بينهم مشاهير كدميتري كريموف وكيريل سيريبنيكوف، غادروا روسيا أو استُغنِي عن خدماتهم خلال العامين الأخيرين، فيما أُلغِيَت نحو 60 مسرحية على الأقل.

وسعياً منها إلى مواصلة العمل، تلجأ المسارح إلى الكلاسيكيات. ولكن حتى هذه يمكن أن تكون هدفاً لإدانات دعاة القيم القومية والمحافظة. وتقدّم أحد المشاهدين بشكوى ضد مسرح ألكسندرينسكي في سانت بطرسبرغ، متهماً إياه بـ"كره روسيا"، بسبب بعض العبارات في النسخة الأصلية التي تضمنتها مسرحيته "الغراب" للمؤلف الإيطالي كارلو غوزي (من القرن الثامن عشر)، على ما روى لوكالة فرانس برس ناقد آخر طلب عدم ذكر اسمه. واضطر المسرح نفسه في مايو 2023، إلى إلغاء مسرحية مقتبسة من "سيرانو دو برجوراك" بعد اتهامها بـ"تشويه سمعة الجيش الروسي".

يشكّل المسرح سلاحاً أيديولوجياً مهماً في روسيا، إذ تضمّ البلاد نحو ألف قاعة يحضر عروضها بانتظام واحد من كل أربعة مواطنين روس، وفقاً لاستطلاع أجراه معهد VTsIOM في فبراير/ شباط الماضي.

(فرانس برس)

المساهمون