الرقابة الصينية تتمدّد إلى الحرب الروسية على أوكرانيا

13 مارس 2022
أوقفت منصة "ويبو" عشرات آلاف الحسابات (مارك رالستون/فرانس برس)
+ الخط -

تحاول الصين الحفاظ على موقع "الحياد" خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما تسعى لتطبيقه كذلك في أدائها الرقابي على المحتوى المنتشر على الإنترنت، بحسب ما أظهر تقرير لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" BBC.

ففي الأسابيع الأخيرة، أزالت مجموعة من المنشورات والرسائل الداعمة لروسيا أو تلك التي تهاجمها، بينها منشور على موقع "ويبو" الصيني الشهير، كتب فيه مستخدم: "لا أحد يجرؤ على الوقوف مع أوكرانيا في الوقت الحالي". كذلك حجبت رسالة لجنرال روسي متقاعد، دعا فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التنحي، إثر انتشارها عبر تطبيق "ويتشات".

وطاولت الرقابة كذلك، منشورات داعمة لروسيا، بينها رسالة نُشرت على حساب "روسيا اليوم RT" الرسمي على "ويبو"، شكرت خلاله الشبكة الإعلامية الروسية الرسمية، الصينيين "على دعمهم لروسيا".

من جهتها، كشفت منصة "دويين" للفيديو (تطبيق شبيه لـ"تيك توك") قبل أيام عن حذف 498 مقطع فيديو و2657 تعليقاً، قالت إنها عبارة عن معلومات مضللة، أو مقاطع "تثير الكراهية وتشجّع على الحرب"، وعلّقت مئات الحسابات لمستخدمين. كذلك فعلت منصة "ويبو" التي أوقفت عشرات آلاف الحسابات، وحذفت آلاف المنشورات "الساخرة من الوضع في أوكرانيا". وفي الإطار نفسه، حذفت منصة Bilibili لمقاطع الفيديو الشهر الماضي 1642 "رسالة غير لائقة" حول الحرب، وأوقفت نحو 57 حساباً.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وما عزّز اتهامات الرقابة الموجّهة إلى الحكومة الصينية في الموضوع الروسي ــ الأوكراني، ما نشره موقع China Digital Times عن تعليمات قالت إنها صادرة عن "المنظم المركزي لإدارة الفضاء الإلكتروني" إلى المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام المحلية بتفادي فتح "بثّ حيّ عبر مواقعها وقنواتها أو استخدام وسوم خاصة لمتابعة ملف الحرب. كذلك منع التعميم إعادة نشر تقارير لوسائل الإعلام الأجنبية" أو "نشر رسائل خبيثة" تتعاطف على طرف على حساب طرف آخر".

وتفرض الصين رقابة مشددة على الفضاء السيبراني، ولا تتوانى عن فرض عقوبات على "التطبيقات المخالفة"، إذ حاصرت كل شبكات التواصل الأجنبية في البلاد، فبات أغلبها محجوباً، لتحل مكانها تطبيقات محلية باتت لها شعبية كبيرة. 

وتتجلى هذه القبضة الحديدية بالحجب المتواصل لتطبيقات من متاجر التطبيقات في البلاد. إذ تعلن هيئة الرقابة كل فترة إزالة عشرات التطبيقات، متهمة إياها تارة بالترويج للكراهية، وتارة أخرى بنشر محتوى يروّج للمواد الإباحية والبغاء والمقامرة والعنف. وتتحجج الهيئة بعدد من القوانين الموجودة في البلاد لتنظيم الإنترنت واستخداماته.

المساهمون