الدراما العربية المشتركة... حرب باردة بين شركات الإنتاج

21 مايو 2021
هل تعود سيرين عبد النور للتعاون مع "الصبّاح"؟ (Getty)
+ الخط -

هل تعود الحرب الباردة بين الممثلات في لبنان؟ سؤال طُرح قبل أيام بعد إعلان الممثلة سيرين عبد النور تعاقدها مع شركة الصبّاح للإنتاج لموسم دراما رمضان 2022، ليأتي بعده نفي ضمني من قبل صاحب الشركة صادق الصبّاح.

قبل خمس سنوات، كان التعاون جيداً بين شركتي الإنتاج المسيطرتان على سوق الإنتاج الدرامي في لبنان، الصبّاح و"إيغل فيلمز"، حتى انفصلا بشكل نهائي، وأصبحت كل شركة تعمل بمفردها.

تتسلح شركة الصباح بالممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، وتشدد الأخيرة، والشركة، على أن تعاونهما لم يعد "عمليًا" بالمعنى الحرفي للكلمة، بل تحوّل مع الوقت إلى علاقة "عائلية" تبتعد عن التكلف. وتحولت نجيم، بحسب تصريحات صادق الصبّاح، إلى "الابنة" الأكثر دلالاً في الشركة، كما هو حال الممثل السوري تيم حسن، الذي ربط مصيره في العمل بشركة الصبّاح منذ خمس سنوات، بشكل يثير التساؤلات حول إمكانية حصر الممثل في شركة واحدة، من المؤكد أنها تعتمد على ثلة من المتعاونين معها لجهة الكتّاب أو المخرجين، وترى الأمور من منظارها فقط.

وهذا ما ظهر واضحاً، السنة الماضية، عندما أُقصي الكاتب السوري المعروف فؤاد حميرة من كتابة الجزء الرابع من مسلسل "الهيبة"، الذي ذهب إلى ورشة تضم مجموعة كتّاب. ورغم نفي حميرة واقعة إقصائه عن كتابة الجزء الرابع من "الهيبة"، حافظ على العلاقة المتينة التي تربطه بصاحب الشركة المنتجة صادق الصبّاح، متمنياً له النجاح.

قبل عامين، استعانت الصبّاح بـ"نجومية" الممثل السوري معتصم النهار، لكن تبين لاحقًا أن الاستعانة لم تبعث على حضور ممثل يستحق كل هذا البريق

قبل عامين، استعانت الصبّاح بـ"نجومية" الممثل السوري معتصم النهار، لكن تبين لاحقًا أن الاستعانة لم تبعث على حضور ممثل يستحق كل هذا البريق، ويقدم أكثر من ثلاثة مسلسلات في السنة الواحدة، ما تسبب بحال من "الاستهلاك" الواضح لظاهرة معتصم التي بدأت تتلاشى.

ثم قدمت الشركة في الوقت نفسه صورة جديدة لقصي خولي، فانقلب هذا على الدراما الهادئة، ودخل عالم التشويق في مسلسلين، الأول "لا حكم عليه"، والثاني "عشرين عشرين". لكن اليوم يبدو واضحاً أن شركة "الصبّاح" أسست لحضور بعض الوجوه، أو استغلت تعاقدها مع بعض الممثلين اللبنانيين، واستغنت بالتالي عن البعض الآخر، تمامًا كما هو الحال مع سيرين عبد النور، التي فوجئت بقرار تجميد تعاقدها مع الشركة. في الوقت نفسه، قال بعض الناشطين على مواقع التواصل، إن سبب إقصاء سيرين عبد النور هو التزام الصباح مع منافستها نادين نجيم، وليس بالإمكان إنتاج مسلسلين لهما في وقت أو موسم واحد.

في المقلب الآخر، يلاحظ مدى تأثر شركة "إيغل فيلم" المنافسة لشركة الصبّاح، والأخذ بآراء الممثلة ماغي بوغصن كونها زوجة جمال سنّان، صاحب الشركة، وتغليب مصالحها في أي عمل درامي تقدمه أو تنوي الشركة إنتاجه. قبل عام، لمّت ماغي بوغصن شمل كل ممثلات لبنان في جلسة صفاء، كمحاولة لإنهاء الخلافات. لكن جلسة الأنس، وتعليق الخلافات على بعض الصحافيين، لم تعمر كثيراً، وبدأت خيوط معارك جديدة، خاصة بالموسم الدرامي المقبل، لن تبتعد هذه المرة عن أي تفصيل يمكن أن يشكل تباعداً وهجوماً متبادلاً بين الفرقاء، في حين تقف شركات الإنتاج تتفرج من بعيد وهمها الأوحد تغليب سياسة الأحادية على الإنتاجات الدرامية سبيلاً للتسويق والربح المالي.

المساهمون