الدب "مارك" حرّ بعد 20 سنة داخل قفص قرب مطعم في ألبانيا

09 ديسمبر 2022
سينقل "مارك" إلى محمية مخصصة للدببة في أربسباخ النمساوية (غنت سكواكو/فرانس برس)
+ الخط -

استعاد الدب البني "مارك" حريته الأربعاء، بعدما أمضى عقدين داخل قفص إلى جانب مطعم فاخر في العاصمة الألبانية تيرانا.

وسيكمل "مارك" ما تبقى من عمره في محمية مخصصة للدببة في أربسباخ في النمسا، تديرها جمعية كاتر بات المتخصصة في توفير رعاية للحيوانات التي تعاني وضعاً صعباً.

وأكد منسق مشروع إنقاذ الحيوانات البرية، الألباني سجمير شيهو، أنّ "مارك سيتلقى العلاج البيطري اللازم والرعاية المناسبة وطعاماً مناسباً للحيوانات من نوعه، حتى يتمكن من التعافي بسرعة والاستمتاع بحياة تليق بالدببة".

ولن يتغير اسم المطعم الفاخر "طاولة الدبّ"، بينما سيُزال القفص الذي كان "مارك" وشقيقته "ليزا" مُحتجزين فيه للترفيه عن الزوار، "حتى لا يواجه أي دب آخر هذه المعاناة"، وفقاً لمدير المكان أوريل بيكي.

وكان "مارك" وشقيقته "ليزا" اللذان يعود أصلهما إلى شمال ألبانيا أُحضرا إلى المطعم "لسبب وجيه"، وهو تأمين ملاذ لهما، بعدما قُتلت والدتهما برصاص أحد الصيادين غير الشرعيين، وكان الخطر يلاحقهما كذلك.

وعاش الدبّان في تيرانا، لكن داخل قفص مغلق.

وأوضح شيهو أنّ "مارك كان يعيش داخل قفص صغير ذي أرضية خرسانية، وفي ظل ظروف صحية غير ملائمة، فيما كان يتلقى طعاماً لا يُناسب الدببة البنية".

ويجد "مارك" الذي يعاني سمنة صعوبة في التحرّك، فيما يعاني اضطرابات مرتبطة بالقلق، ويصبح عدوانياً بمجرّد سماعه أي ضجة.

وساء وضعه عقب وفاة شقيقته "ليزا" قبل عامين. وقال حكمت مراد الذي كان يعتني بالدبّين، لوكالة فرانس برس، إنّ "مارك لم يكف عن البكاء طوال شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد وفاة شقيقته".

ونظراً إلى أن الدبّين كانا متوترين، أظهرا سلوكاً عدوانياً جداً لم يتغير حتى مع ولادة صغار دببة لم ينجُ أي منها.

وأشار شيهو، وهو خبير في التنوع البيولوجي، إلى أنّ "بقاء مارك على قيد الحياة يستلزم تلقيه رعاية طارئة".

ولاحظ خبراء "كاتر بات" أنّ "مارك" يعاني مشاكل في مفاصله وعضلاته وعينيه وفي أعضائه الحيوية أيضاً. وأشارت ماغدالينا شيرك-تريتين، وهي منسقة في موضوع إنقاذ الحيوانات لدى "كاتر بات"، إلى أنّ "مارك" سيتلقى في أربسباخ علاجاً بيطرياً ورعاية خاصة.

وعملية نقل الدب ليست سهلة، لأنّه يزن أكثر من 250 كيلوغراماً وينبغي تخديره وتوفير دعم لجهازه التنفسي.

ومع أنّ ظروفاً حياتية أفضل ستتوافر للدب في أربسباخ، أعرب سجمير عن أسفه لكون "مارك" هو الحيوان البري الرابع والثلاثون الذي يغادر ألبانيا.

وتدرس ألبانيا فتح محمية للحيوانات البرية المصادرة، للحدّ من نقلها إلى بلاد أخرى. وحتى إنجاز هذه الخطوة، تستمر جمعية كاتر بات في عملها. وشددت ماغدالينا شيرك-تريتين على "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تجاه الاتجار غير المشروع والمتزايد بالحيوانات البرية في ألبانيا".

(فرانس برس)

المساهمون