منذ ليل أمس الأحد، تحتل مواقع التواصل الاجتماعي في تونس نقاشات حادة حول القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتوليه كل السلطات التنفيذية والقضائية.
وعبّر عدد كبير من المغردين والمدوّنين التونسيين عن تخوّفهم مما يحصل، وتبعات قرارات سعيد على الحياة الديمقراطية.
وفي السياق، دعا نقيب الصحافيين التونسيين السابق نجيب البغوري إلى الحذر، فكتب على "فيسبوك": "ما حدث الليلة لا يدعو إلى الفرح والاحتفال، بل إلى كثير من الخوف والحذر. ربي يحفظ تونس من أبنائها".
كما عبّر عدد من الإعلاميين عن موقفهم من قرارات الرئيس التونسي. إذ كتبت الإعلامية ثريا القاسمي رحيمي: "الصندوق هو الأداة الشرعية الوحيدة لإزاحة السياسيين أو بقائهم، ما عدا ذلك تجاوز لما ينص عليه الدستور. أستاذ القانون أكل الدستور". وهو رأي شاركتها فيه الإعلامية حياة السايب بن عزالدين التي كتبت "انقلاب. ربي تحمي تونس".
من ناحيته، كتب المهندس علي المسعودي رافضاً ما حصل: "أن تعيش ألف سنة في ظل ديمقراطية عرجاء، فهذا أفضل من العيش يوماً واحداً في ظل نيرون".
هذه الآراء ساندها عدد كبير من التونسيين عبر مواقع التواصل، إذ اعتبر هؤلاء أن التجربة الديمقراطية التونسية أصيبت بانتكاسة خطيرة، خاصة في ظل تفرد الرئيس بكل الصلاحيات، وهو ما يؤشر على الدخول في مرحلة جديدة لم تتضح ملامحها إلى حد الآن، لكن التخوف من مآلاتها كبير.
على المقلب الآخر، ساند البعض قرارات الرئيس التونسي، معتبراً أن هذا هو الحل الأسلم للخروج من حالة التخبط السياسي التي تعرفها تونس منذ أشهر، نتيجة الخلاف بين رئيس الدولة من ناحية، ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة من ناحية أخرى.
لكن لعلّ القاسم المشترك بين الطرفين كان الدعوات إلى التهدئة وعدم الانجرار إلى العنف، الذي قد يتسبب في أضرار كبيرة للتونسيين، خصوصاً أن البلاد تعاني أساساً من أزمة صحية كبيرة، سببها التفشي الكبير والخطير لفيروس كورونا.