"الحروب الثقافية" في الولايات المتحدة تمتد من الدجاج إلى البيرة

04 يونيو 2023
كانت سلسلة مطاعم "شيك ـ فيل ـ إيه" مفضلة عند المحافظين (موقع المطعم)
+ الخط -

أثارت سلسلة مطاعم "شيك ـ فيل ـ إيه" Chick-fil-A الأميركية للوجبات السريعة والشهيرة بأطباقها المؤلفة من الدجاج المقلي والمحبوبة لدى محافظين كثر، هذا الأسبوع حفيظة بعض اليمينيين الذين اتهموها بالانزلاق إلى ثقافة الـ"ووك" Woke التي تعني اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز.

ولأنّ سلسلة المطاعم تضمّ مسؤولاً يُعنى بـ"التنوع والمساواة والاندماج"، انتشرت دعوات لمقاطعتها على غرار الحملات التي استهدفت أخيراً شركات أخرى، بينها سلسلة متاجر "تارغت" وشركة "بَد لايت" لتصنيع البيرة.

وتُعتبر "شيك ـ فيل ـ إيه" علامة تجارية محافظة، فيما كان مؤسسها من أتباع الكنيسة المعمدانية. ويشير موقعها الإلكتروني إلى أنّها "تُقفل أيام الأحد ليتسنّى لموظفيها أخذ قسط من الراحة والصلاة إذا رغبوا في ذلك".

وفي عام 2012، وجّه التقدّميون انتقادات حادة لسلسلة المطاعم، متّهمين إياها بتمويل تحركات مناهضة لزواج المثليين.

اما اليوم، فانقلبت الآية. إذ يشتكي عدد من نجوم مواقع التواصل اليمينيين من التزام "شيك ـ فيل ـ إيه" بـ"التنوع"، وهو ما يبرز في موقعها الإلكتروني، ومن أنّها توظّف نائب رئيس مسؤولاً عن هذا الموضوع. ومع أنّ سلسلة المطاعم عيّنت هذا الموظف قبل بضع سنوات، إلا أنّ التطرّق إلى هذا للموضوع حصل هذا الأسبوع.

وعلّق جيف كلارك، المسؤول السابق في وزارة العدل في عهد دونالد ترامب، بالقول: "هذا مخيب للآمال. حتى أنت يا شيك ـ فيل ـ إيه؟"، في عبارة مقتبسة مما قاله يوليوس قيصر لصديقه بروتوس لحظة مقتله ("حتى أنت يا بروتوس؟").

وفي مقطع فيديو انتشر بصورة كبيرة عبر الإنترنت، اتّهمت المساهِمة في منظمة "تورنينغ بوينت يو اس ايه" المحافظة مورغون مكمايكل سلسلة المطاعم بأنها "رضخت لأمراء ثقافة الووك".

وقالت المرأة وهي تتناول طبقاً من الدجاج في أحد المطاعم المُنافسة "شيك ـ فيل ـ إيه، ما عُدتِ دجاج الرب بل صرتِ دجاج الووك، وهي مسألة تزعجني كمسيحية". وأكدت لاحقاً أن مقطع الفيديو هذا "30 في المائة منه فقط كان يحمل طابعاً جدياً".

ومطاعم "شيك ـ فيل ـ إيه" أحدث شركة تطاولها "الحروب الثقافية" الاميركية التي تشكل خلافات تتطوّر في كثير من الاحيان، في شأن قضايا مثيرة للجدل، بينها حقوق المثليين وحيازة الأسلحة وتعليم بعض المواد في المدارس.

وبعدما استُهدِفت بحملة أطلقتها شخصيات محافظة، أعلنت مجموعة "تارغت" الأسبوع الفائت سحب منتجات تحتفي بالمثليين من متاجرها عقب تهديدات تلقاها عدد من موظفيها، في تطورات تؤشر على الخلافات المحيطة بهذا الموضوع في البلاد. وأطلقت المجموعة سلسلة من المنتجات الخاصة بشهر يونيو/ حزيران، شهر الاحتفاء بالمثليين الذي تُنظم خلاله فعاليات عدة ترمي إلى تكريم مجتمع الميم.

وقبل بضعة أسابيع، طاولت الحرب الثقافية شركة "بَد لايت" لتصنيع البيرة، بسبب عقدها شراكة مع نجمة مواقع تواصل متحولة جنسياً.

وأشار عدد من مستخدمي الإنترنت راهناً إلى أنهم يقاطعون هذا المنتج، فيما يؤكد حاكم فلوريدا رون ديسانتس، المرشح للانتخابات الرئاسية، أنه أحجم عن تناول هذه البيرة لكي لا يوفر دعماً لشركات تعتمد ثقافة الـ"ووك".

وانتشر في مواقع التواصل شعار "غوو ووك، غوو بروك" (Go Woke, Go Broke) للدعوة إلى مقاطعات مماثلة.

وكان المحلل المحافظ مات وولش قد قال في تغريدة عبر تويتر تعود إلى 24 مايو/ أيار الماضي "إنّ الهدف من حملات المقاطعة يتمثل بجعل الفخر (في إشارة إلى مجتمع الميم) ساماً للماركات"، مضيفاً: "بداية بَد لايت واليوم تارغت. إنّ حملتنا تمضي قدماً. إلى الأمام".

ومن الواضح أن الحروب الثقافية لم تصل إلى نهايتها في الولايات المتحدة، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات المرتقبة في عام 2024.

(فرانس برس)

المساهمون