الحرب الروسية على أوكرانيا بعيون مستخدمي "تيك توك"

مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لجأ المستخدمون الشباب إلى تطبيق "تيك توك"، لمتابعة الأحداث. فاحتلت مقاطع الفيديو التي أظهرت المدنيين الخائفين داخل الملاجئ، والانفجارات المتنقلة في البلدات والمدن الأوكرانية، المنصة، عوض المحتوى المعتاد كالأزياء، واللياقة، والرقص.

من جانبهم، استغل المؤثرون الأوكرانيون (إنفلونسرز) المنصة نفسها، لنشر مقاطع مصوّرة لهم وهم موجودون في الملاجئ تحت الأرض ودبابات الجيش تمّر في الشوارع السكنية. كذلك حثوا متابعيهم على الدعاء لبلادهم، والتبرع لدعم الجيش، مطالبين المستخدمين الروس بالانضمام إلى القوى المناهضة للحرب. حتى إنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استخدم المنصة لتوجيه دعوة إلى المواطنين الروس لإنهاء الحرب.

شهادات المؤثرين

أخذت مدوّنة السفر الأوكرانية ألينا فوليك، استراحة من نشر مقتطفات رحلاتها إلى مصر، وإسبانيا، وتركيا، لتستبدلها بمقاطع فيديو عن الحياة في الحرب، وحقائب الإسعافات الأولية، والنوافذ المحكمة للحماية من شظايا الزجاج في حال حدوث انفجار.

مستخدمة أوكرانية أخرى تحمل اسم زالوزنيك، وتملك مليوني متابع على "تيك توك" نشرت هي أيضاً فيديو يتضمن سلسلة مشاهد للقصف الروسي، وعلقت قائلة. "أيها الروس، افتحوا عيونكم!".

@zaluznik

Русские откройте глаза ! Вы действительно думаете что все страны ёбнулись и лгут, а только вам ваша страна говорит правду?

♬ Не твоя війна - Океан Ельзи

ولم يغب دور المؤثرين الروس عن المنصة. بل شاركوا هم أيضاً ردود أفعالهم. فقال نيكي بروشين الذي يملك أكثر من 763 ألف متابع على "تيك توك" في مقطع فيديو نشره يوم الخميس إن "الناس العاديين" في روسيا لا يؤيدون الحرب.

@nikiproshin Reply to @eggeronni just a regular Russian person’s opinion on Russia/Ukraine today #russia #ukraine #imrussian ♬ original sound - Niki Proshin

في ظل انتشار هذه المقاطع، طالبت الهيئة الفيدرالية للرقابة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "روسكومنادزور" يوم الإثنين من "تيك توك" وقف عرض المقاطع والمحتوى العسكري المرتبط بالجيش للمستخدمين القاصرين، مشيرة إلى أن جزءاً كبيراً من المحتوى المنشور معادٍ لروسيا.

الأخبار الكاذبة

من جهة أخرى، حذّر باحثون من خطورة انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة على الشبكة ومواقع التواصل، خلال هذه الحرب. فبحسب ما نقلت وكالة "رويترز" اختلطت المعلومات الأصلية مع تلك الكاذبة، وانتشرت بشكل واسع على منصة "تيك توك" ومنصات التكنولوجيا الأخرى كـ"فيسبوك"، و"تويتر" و"يوتيوب".

على سبيل المثال، انتشرت مقاطع من لعبة الفيديو العسكرية Arma 3، وصوراً ومقاطع قديمة من العدوان الإسرائيلي على غزة، على أنها من أوكرانيا.

وقال متحدث باسم "تيك توك": "نواصل مراقبة الوضع من كثب، (...) وإزالة المحتوى المخالف، بما في ذلك المعلومات المضللة الضارة والترويج للعنف".