تحولت النهايات السعيدة في الأعمال الدرامية اليوم إلى "قصص" (stories) يحاول البعض صناعتها والإسهام في الترويج لبعض الأغاني ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "يوتيوب" و"فيسبوك". تحقق هذه المشاهد من فيلم أو مسلسل نسبة مشاهدة عالية، ولا تقل بالضرورة عن نسبة متابعة المسلسل الأصلي، والسبب هو اختصار القصة وأحداثها الطويلة بدقائق معدودة، يستعيد بها المتابع ذاكرته عندما شاهد المسلسل.
قبل 12 عاماً، بدأ الانتاج العربي يتجه نحو مشاركة جنسيات من دول مختلفة في مسلسل واحد، وهو أمر أدى إلى نجاح أكثر الإنتاجات التي تنتمي لهذه الصناعة. تقوم الإنتاجات العربية المشتركة في الدراما على قصص الحب، ومن الواجب أن تنتهي نهايات سعيدة بحسب ما هو متعارف عليه. يعتمد المنتجون العرب اليوم على قصص الحب، إيماناً منهم بأن هذا الإنتاج سيجذب ملايين المشاهدين، ومئات المشاركات عبر المواقع البديلة، وكل ذلك يسهم في زيادة الأرباح والترويج لهذه الشركات.
يعرض منذ أكثر من شهرين مسلسل "ستيلتو"، من بطولة قيس الشيخ نجيب وديمة قندلفت وكاريس بشار، وغيرهم. يطرح المسلسل، إلى جانب حكاية أربع صديقات من أيام الدراسة، قصة حب تقوم بين "ألمى" (كاريس بشار) و"كريم" (قيس الشيخ نجيب) المتزوج من "فلك" (ديمة قندلفت) صديقة "ألمى". تحولت قصة الحب بين "كريم" و"ألمى" إلى "قصص" متقطعة على المواقع البديلة، وبدا ذلك أشبه بعملية منظمة فعلاً لبداية نشر مقاطع من لقائهما في المسلسل على أغنيات عربية نحفظها عن ظهر قلب. إذ يختار صانع هذه الأغاني المشاهد التي تثير مشاعر المتابعين، لتنهال عليها الردود، ويتجه بعض المتابعين إلى وصف قصة الحب، وتخمين النهاية التي من المفترض أن تنهي قصة المسلسل ويُغلّب خط النهاية السعيدة في أكثر التعليقات.
ولم تكن قصة حب نادين نسيب نجيم ويوسف الخال في مسلسل "لو"، من إخراج الليث حجو، بعيدة عن هذه الأجواء. أغاني هاني شاكر، وغيرها من الأغاني، نقلت على مشاهد من مسلسل "لو"، لتكون شاهدة على علاقة انتهت بجريمة قتل بعد اكتشاف الزوج خيانة زوجته وما يترتب على ذلك من كلمات ومشاعر خاصة بين الطرفين.
ومن مجموعة لا بأس بها من المسلسلات التركية التي شاهدها جمهور الوطن العربي، تخرج بعض الأغاني لتتحول إلى "قصص" خاصة بعضها لا يتجاوز أحياناً الدقيقة الواحدة، وتنقل قصة حب الممثل جان يامان وزميلته سينام، في مسلسل "الطائر المبكر"، والتي لاقت صدى واسعًا أثناء عرضها.
لا تنفصل كل هذه المشاهد عن الصفحات المخصصة للدراما التي تصنع بعضها من مشاهد المسلسلات "فيديو كليب" في محاولة للترويج للمسلسل، وإضافة أغان لها علاقة أو تنطبق على بعض أحداث المسلسل كالفراق والخيانة أو الطلاق في أجواء رومانسية تزيد من نسبة المتابعة والمشاهدة. تحقق هذه "القصص" ملايين المتابعين، وتتفوق أحياناً الأغاني المصحوبة بمشاهد من المسلسلات على الأغنية الرسمية التي يصدرها أو ينشرها المغني مباشرة على صفحته الخاصة، أو من خلال شركات الإنتاج.