منذ نحو 90 عاماً ومطعم "الحاج يونس" يقدم مأكولاته الشعبية في مدينة القامشلي، شمالي شرق سورية، إذ ترافق افتتاح المطعم مع تأسيس مدينة القامشلي عام 1930، ودشنه آرام كيششيان.
يعود المطعم بزواره لتاريخ المأكولات الشعبية وارتباطها بثقافة قديمة متوارثة في عموم سورية، على اختلاف أعراقها وتقاليد سكانها، فيقدم رؤوس الخراف والعجول وألسنتها، وما يسمى شعبياً بمأكولات الكراعين والنخاعات والسجق والطحال، إضافة إلى شوربة العدس الساخنة والخضروات والمقبلات من سلطات "الباطرش"، وهو الباذنجان المشوي والمتبل كما يطلق عليه سكان القامشلي.
ومن مرتادي المطعم والمعجبين به علي السباح الذي يقول لـ"العربي الجديد": "أنا مهندس من مدينة المالكية، وكل ما سنحت لي الفرصة لزيارة القامشلي سواء للعمل أو لزيارة الأصدقاء لا بد لي من تناول وجبة في مطعم الحاج يونس، وخصوصاً في فصل الشتاء. أتناول عادة شوربة العدس الساخنة مع الحامض والفلفل الحارّ ولحم رأس الخروف. إنه طقس وعادة ألتزم بها منذ سنوات. وفي كل مرة أزور المطعم أشعر بأنها المرّة الأولى لي، والمتعة نفسها في كل مرة".
ويصف جوان محمد الطعام خلال حديثه لـ"العربي الجديد" بأن له "نكهة خاصة. نكهة الماضي المرتبط بالحاضر. نكهة مميزة تجمع خيرات الأرض وما تنبته من قمح بخبزها مع نكهة لحوم أغنام العواس التي تتنقل في المراعي وتتغذى طبيعياً، وكلها تجتمع في سندويش من لسان الخروف مع بعض من الخضار كالبقدونس عليها، ونكهة الليمون ورائحته الزكية".
ويؤكد عماد الأحمد لـ"العربي الجديد" أن المطعم متفرد بالأصناف التي يقدمها، ويقول: "عادة اجتمع مع الأصدقاء في المطعم كلما سنحت لنا الفرصة. نتناول وجبة الغداء، ونشرب الشاي بعدها، ونمضي وقتاً في الحديث عن الوجبة ومدى لذتها".
المطعم يشتهر بنظافته وجودة اللحوم المختارة في إعداد الوجبات. وكل من يأتي إلى مدينة القامشلي، ولا يتناول وجبة في المطعم كأنه لم يزر المدينة حقيقة ولم يتذوق طعامها.
ويكاد المطعم أن يكون الوحيد المختص بهذا النوع من الطعام، ولا تزال الطاولة التي أسسها صاحبه آرام كيششيان موجودة إلى الوقت الحالي، علماً أن الحاج يونس وأولاده يديرون المكان بنفس الجودة والتقنية العالية في تقديم اللحوم والسندويشات والمشروبات، مما جعل مرتاديه من كافة طبقات المجتمع وفئاته.